الإقتصاد الفينيقي (التجارة)

إمتلك الفينيقيون طرقا” برية و بحرية, و انتشروا في الحوضين الشرقي و الغربي للمتوسط , و أسسوا مدينة قرطاجة لتكون محطة تجارية تحولت مع الأيام الى مدينة عظيمة و قلب إمبراطورية واسعة. تعود شهرة الفينيقيي إلى أنهم أسسوا مراكز تجارية و مستعمرات خارج بلادهم,و يٌعَد الإنتشار من مظاهر التقدّم الحضاري الذي بلغته الحضارة الفينيقية, و هو لا يقل أهمية عن أي إنجاز آخر سواء أكان أدبيا” أم ثقافيا” أم عمرانيا”.دفعتهم الى ذلك عدّة أسباب: من أبرزها طبيعة أرضهم الجبلية و افتقارها الى المواد الأولية الأساسية , فجاب الفينيقيون البحر المتوسط الذي لم يقف حاجزا” بوجههم بل كان مجالا” حيويا” أمّن لهم آفاقا” واسعة.و لعبت العوامل السياسية و العسكرية المتمثلة بالضغط الأشوري دورا” منشطا” لحركة الهجرة . ففضل الفينيقيون دفع الضرائب لحماية تجارتهم و تجنب غارات الأشوريين. و كان من نتيجة الضغط الأشوري, تركيز الفينيقيين على التجارة في الحوض الغربي للمتوسط. و ساهم في تفعيل عملية الإنتشار الفينيقي أيضا” رغبة الفينيقيين الدائمة في تقوية تجارتهم, من خلال البحث عن الثروات الطبيعية في مناطق مختلفة من حوض المتوسط. و كان البحث عن مناجم طبيعية كان السبب الرئيسي للإنتشار الفينيقي . و من ألأسباب التي ساهمت في الإنتشار الفينيقي في الحوض الغربي للمتوسط, تراجع قوة و نفوذ الميقينيين, بعد الغزوات التي شنتها القبائل الدورية ضدّهم بحدود1200ق.م. فانكفأو و تركوا المكان, عن غير رغبة, للبحّارة الفينيقيين.