إضراب عمال السائقين
إضراب سائقي السيارات 1933
في العام 1929 تأسست “نقابة تعاضد السواقين” وكانت تضم جميع العاملين في قطاع النقل بالسيارات (السواقين، أصحاب الكاراجات، أصحاب السيارات، مكاتب النقليات، الخ…) ويقول الياس البواري في مؤلفه “تاريخ الحركة العمالية والنقابية ” إن عدد المنضمين اليها بلغ عشرة آلاف عضو.
وبالرغم من هذا التجمع الكبير الذي كانت تضمه “الجمعية” فإن عدم وحدة المصلحة بين جميع الفرقاء لم تكن موحدة (صاحب عمل وعامل، مالك وأجير) بوقت واحد. هذا التضارب في المصالح لم يكن منسجماً مع العدد الضخم الذي تجمع في “الجمعية” ومع هذا فلا مشاحة أن السوّاقين عب جمعيتهم كانوا أكبر قوة منتظمة في جمعية نقابية ، الأمر الذي ساعدهم على البروز في النضال من أجل المطالب.
في العام 1933 أقدمت الحكومة على فرض ضرائب على البنزين، ومنعت السواقين بالأجرة من الوقوف في محطات الترمواي لنقل الركاب، هذه التدابير حجّمت مداخيل السائقين العموميين، وبذات الوقت أضافت على أصحاب السيارات الخاصة أعباء كبيرة نسبياً- وقد التقت مصلحة أولئك مع مصلحة هؤلاء، وتم الاتفاق في “جمعية تعاضد السواقين” على إعلان الإضراب العام ضد فرض رسوم إضافية على البنزين، والغاء القرار بمنع السواقين العموميين من الوقوف في محطات الترمواي.
وفي 6 آذار 1933 أعلنتجمعية تعاضد السائقين الإضراب العام الذي شمل الأراضي اللبنانية كافة وشلت المواصلات شلاً كاملاً. واستمر الإضراب أربعة عشر يوماً.
إضراب السواقين الثاني
إزداد نفوذ الحزب الشيوعي في الحركة النقابية، ولا سيما بعد إضراب عمال المطابع الذي انسحبت آثاره الإيجابية على مختلف الوسط النقابي. وكان واضحاً أن عمال المطابع الشيوعيين كانوا على رأس الإضراب، وشكلوا أبرز قادته مثل، سعد الدين مومنة، ومصطفى العريس، وحنا الزرقا، ورامز دميانوسوخليل الحلو وسواهم. وحول امتداد نفوذ الحزب الشيوعي كتب محمود الأطرش (ابو داود) في مذكراته صفحة 220 ما يلي:
” أصبح لا يحدث أي إضراب عمالي إلا بالتشاور مع حزبنا، والوقوف على رأيه قاد حزبنا مع “جمعية سائقي سيارات التاكسي” الإضراب الكبير سنة 1934 بمساعدة حزبنا حسب طرق واساليب جديدة، منها تحضير لائحة بمطالب الجمعية قدمت الى الهيئات المسؤولة، وتأليف لجنة خاصة للمفاوضات وقيادة الإضراب، وتنظيم فرق لحراسة الإضراب وحمايته في كل مكان، وتنظيم فرق للدعاية للإضراب،وأخرى لجمع المساعدات التضامنية لعائلات المضربين المحتاجة. وحزبنا هو الوحيد الذي أصدر منشورات بصورة متتابعة، عن سير الإضراب وأهدافه، وحث الجماهير على تأييده ومناصرته”.
شهيدان شيوعيان
في ذلك الإضراب سنة 1934 استشهد رفيقان لنا من انطلياس وهما السائقان، حبيب دياب ونمر الرموز. فقد كلف هذان الرفيقان بحماية الإضراب. وفي أثناءؤ قيامهما بعملهما على أفضل ما يرام، وبكل إخلاص إذ برصاص قوات الأمن يوجه اليهما ويصرعهما فسقطا شهيدين رافعين علم الطبقة العاملة التي شكل الإضراب رمزاً لنضالها من أجل مطالب السائقين وأبرزها تأمين معيشة عيالهم.
وجرى تشييع جماهيري حاشد للشهيدين في بلدتهما انطلياس، شكل مظاهرة كبيرة طالب فيها رفاقنا باعتقال الجناة المسؤولين عن قتلهما. ونزولا عند اقتراح رفقائنا السواقين، علقت صورة الشهيدين في دار جمعية السواقين في بيروت.
يوسف خطّار الحلو-أوراق من تاريخنا-دار الفارابي بيروت- ص244-245-246-247
Quotation or text engine
يوسف خطّار الحلو-أوراق من تاريخنا-دار الفارابي بيروت- ص244-245-246-247
Define the document
الاضراب النقابي للسائقين وعنف السلطة المقابل
Questions about the document
حدّد المرحلة التي بدأ بها تأسيس النقابات العمالية في لبنان ومع اي العهود تتزامن؟ قارن بين إضراب 1933 وإضراب 1934 على مستوى العنف السلطوي في مواجهتهما.