موقف الحزب الشيوعي من الاستقلال
موقف الحزب الشيوعي: مذكّرة السكرتير العام للحزب الشيوعيّ اللّبنانيّ فرج الله الحلو إلى الجنرال كاترو، كما نشرتها جريدة “صوت الشعب”
فخامة الجنرال كاترو- بيروت
منذ أيّام ولبنان مسرح لحوادث جسيمة، ونرى من واجبنا كلبنانيّين يُحبّون وطنهم ويغارون على كرامته وحرّيّته، وكمواطنين يعلمون أنّ مصلحة بلادهم مرتبطة بقضيّة النضال العالميّ ضدّ الهتلريّة، أن نُطلعكم على حقيقة الموقف.
إنّ التدابير التي اتّخذت بحلّ المجلس النيابيّ، وتعطيل الحياة الدستوريّة، واعتقال رئيس الجمهوريّة ورئيس الوزراء والوزراء وغيرهم، قد أثارت بالشعب اللّبنانيّ موجة احتجاج واستنكار لم يعرفها من قبل. فقد كانت طعنة أليمة سُدّدت إلى صميم كرامة لبنان الوطنيّة وحقوقه، ولا يعرف أحد لهذه التدابير مثيلًا في التاريخ.
وهذه الإضرابات والتظاهرات القائمة في البلاد، مظهر من مظاهر الاحتجاج والاستنكار، وفورة شعور وطنيّ مهان، وليست من صنع نفر من المحرّضين والمهيجين كما يريد بعضهم أن يصوّرها. ومن ينظر إلى الحوادث نظرة مجرّدة برغبة معالجتها معالجة فعّالة، يتحقّق بدون ريب، أن المسؤوليّة الرئيسيّة فيها تقع قبل كل شيء على عاتق سياسة استعماريّة رجعيّة قديمة، لا يريد أصحابها أن يفهموا أنّ العلاقات بين الشعوب يجب أن تقوم بعد اليوم على أسس جديدة تستند إلى العدل والمساواة في الحقوق، وهي سياسة لا يزال يتمسّك بها هنا كثير من العناصر ذات العقليّة الفيشيّة.
[…]
وإنّه لافتراء ما تزعمه بعض الأوساط من أنّ هذه الحركة الوطنيّة الشعبيّة التي تشترك فيها الجماهير اللّبنانيّة الواسعة على اختلاف ميولها وأديانها وعناصرها تستهدف استبدال نفوذ أجنبيّ بنفوذ أجنبيّ آخر، فإنّ جميع الوطنيّين الصادقين ليس لهم سوى هدف واحد هو استقلال لبنان وحرّيّته وصون كرامته، فليس اللّبنانيّون خصوم الشعب الفرنسيّ، بل يريدون تبديل سياسة فرنسيّة معيّنة لا تتّفق مع أمانيهم القوميّة وحقوقهم الوطنيّة، بسياسة جديدة قائمة على احترام حقوقهم وأمانيهم وكرامتهم.
لذلك نحتج على تلك التدابير الشاذّة المناقضة لجميع المواثيق والعهود والمخالفة لمبادئ الثورة الفرنسيّة والمغايرة لروح الحرّيّة التي تعمر صدور ملايين المحاربين الّذين يبذلون نفوسهم سخيّة في سهول أوكرانيا السوفياتيّة، وفي جبهة إيطاليا، وفي جبال السافوي وغابات بولونيا، وفي سماء ألمانيا. ولا ريب أن الشعب الفرنسيّ بعمّاله وفلّاحيه وأحراره الّذين يعانون النير النازيّ، ويقاسون فظائع الإرهاب الهتلريّ، ويناضلون لتحرير وطنهم، يقدّرون قيمة الحرّيّة وقيمة النضال من أجلها، ولو تيسّرت وسيلة للتعبير عن رأيهم لاستنكروا معنا هذه التدابير واحتجّوا عليها.
ونحن نرى أن هذه التدابير إنما تخدم مآرب الدعاية النازيّة، وتؤثّر في سير الحرب، وتؤخّر تحرير الشعوب من نير الهتلريّة، ونعلن أنّ العلاج الوحيد لحلّ هذه الأزمة والمحافظة على مستقبل العلاقات بين لبنان وفرنسا هو في تحقيق مطالب الشعب اللّبنانيّ المشروعة الآتية:
أولًا: إطلاق سراح المعتقلين.
ثانيًا: إعادة الحياة الدستوريّة.
ثالثًا: إلغاء التدابير الاستثنائيّة التي اتّخذت بعد تعطيل الدستور، وإبعاد العناصر الرجعيّة الفيشيّة من لبنان.
وتفضّلوا يا فخامة الجنرال بقبول الاحترامات
15 تشرين الثاني 1943
(المرجع: ضاهر العكّاري، الصحافة الثوريّة في لبنان 1925 – 1975، بيروت، دار الفارابي، 1975، ص 45)
Quotation or text engine
موقف الحزب الشيوعي: مذكّرة السكرتير العام للحزب الشيوعيّ اللّبنانيّ فرج الله الحلو إلى الجنرال كاترو، كما نشرتها جريدة "صوت الشعب" فخامة الجنرال كاترو- بيروت منذ أيّام ولبنان مسرح لحوادث جسيمة، ونرى من واجبنا كلبنانيّين يُحبّون وطنهم ويغارون على كرامته وحرّيّته، وكمواطنين يعلمون أنّ مصلحة بلادهم مرتبطة بقضيّة النضال العالميّ ضدّ الهتلريّة، أن نُطلعكم على حقيقة الموقف. إنّ التدابير التي اتّخذت بحلّ المجلس النيابيّ، وتعطيل الحياة الدستوريّة، واعتقال رئيس الجمهوريّة ورئيس الوزراء والوزراء وغيرهم، قد أثارت بالشعب اللّبنانيّ موجة احتجاج واستنكار لم يعرفها من قبل. فقد كانت طعنة أليمة سُدّدت إلى صميم كرامة لبنان الوطنيّة وحقوقه، ولا يعرف أحد لهذه التدابير مثيلًا في التاريخ. وهذه الإضرابات والتظاهرات القائمة في البلاد، مظهر من مظاهر الاحتجاج والاستنكار، وفورة شعور وطنيّ مهان، وليست من صنع نفر من المحرّضين والمهيجين كما يريد بعضهم أن يصوّرها. ومن ينظر إلى الحوادث نظرة مجرّدة برغبة معالجتها معالجة فعّالة، يتحقّق بدون ريب، أن المسؤوليّة الرئيسيّة فيها تقع قبل كل شيء على عاتق سياسة استعماريّة رجعيّة قديمة، لا يريد أصحابها أن يفهموا أنّ العلاقات بين الشعوب يجب أن تقوم بعد اليوم على أسس جديدة تستند إلى العدل والمساواة في الحقوق، وهي سياسة لا يزال يتمسّك بها هنا كثير من العناصر ذات العقليّة الفيشيّة. [...] وإنّه لافتراء ما تزعمه بعض الأوساط من أنّ هذه الحركة الوطنيّة الشعبيّة التي تشترك فيها الجماهير اللّبنانيّة الواسعة على اختلاف ميولها وأديانها وعناصرها تستهدف استبدال نفوذ أجنبيّ بنفوذ أجنبيّ آخر، فإنّ جميع الوطنيّين الصادقين ليس لهم سوى هدف واحد هو استقلال لبنان وحرّيّته وصون كرامته، فليس اللّبنانيّون خصوم الشعب الفرنسيّ، بل يريدون تبديل سياسة فرنسيّة معيّنة لا تتّفق مع أمانيهم القوميّة وحقوقهم الوطنيّة، بسياسة جديدة قائمة على احترام حقوقهم وأمانيهم وكرامتهم. لذلك نحتج على تلك التدابير الشاذّة المناقضة لجميع المواثيق والعهود والمخالفة لمبادئ الثورة الفرنسيّة والمغايرة لروح الحرّيّة التي تعمر صدور ملايين المحاربين الّذين يبذلون نفوسهم سخيّة في سهول أوكرانيا السوفياتيّة، وفي جبهة إيطاليا، وفي جبال السافوي وغابات بولونيا، وفي سماء ألمانيا. ولا ريب أن الشعب الفرنسيّ بعمّاله وفلّاحيه وأحراره الّذين يعانون النير النازيّ، ويقاسون فظائع الإرهاب الهتلريّ، ويناضلون لتحرير وطنهم، يقدّرون قيمة الحرّيّة وقيمة النضال من أجلها، ولو تيسّرت وسيلة للتعبير عن رأيهم لاستنكروا معنا هذه التدابير واحتجّوا عليها. ونحن نرى أن هذه التدابير إنما تخدم مآرب الدعاية النازيّة، وتؤثّر في سير الحرب، وتؤخّر تحرير الشعوب من نير الهتلريّة، ونعلن أنّ العلاج الوحيد لحلّ هذه الأزمة والمحافظة على مستقبل العلاقات بين لبنان وفرنسا هو في تحقيق مطالب الشعب اللّبنانيّ المشروعة الآتية: أولًا: إطلاق سراح المعتقلين. ثانيًا: إعادة الحياة الدستوريّة. ثالثًا: إلغاء التدابير الاستثنائيّة التي اتّخذت بعد تعطيل الدستور، وإبعاد العناصر الرجعيّة الفيشيّة من لبنان. وتفضّلوا يا فخامة الجنرال بقبول الاحترامات 15 تشرين الثاني 1943 (المرجع: ضاهر العكّاري، الصحافة الثوريّة في لبنان 1925 – 1975، بيروت، دار الفارابي، 1975، ص 45)
Define the document
هذا المستند هو عبارة عن مذكّرة السكرتير العام للحزب الشيوعيّ اللّبنانيّ فرج الله الحلو إلى الجنرال كاترو، كما نشرتها جريدة “صوت الشعب” حول المطالب الّتي يطلبها من الجنرال كاترو حول الحوادث الّتي قام بها المفوّض السّامي في البلاد من إعتقالات وقمع…
Questions about the document
١- اِستنتج موقف الحزب الشّيوعيّ من إجراءات الفرنسيين . ٢- ما هي الدّلالات الّتي نستطيع استخراجها من المستند والّتي تعبّر عن موقف الفئات اللّبنانّية عامّة من مستقبل البلاد.