مقاومة الاستعمار في تونس
في حديث أجرته صحيفة باري ماتش الفرنسية مع الحبــيب بــورقيبة بتــاريخ 4 جوان 1954 جــاء ما يلي:
– ما رأيكم في الفلاقة؟
– يظهر أن “م.فوازار” أخطأ في شأن الفلاقة، أو رأى من البراعـة تنظيرهم بقطـاع الطريق الذين كانوا قديما في عصور الإضطرابات بالبلاد التونسية ينطلقون في التخوم الصحراوية.
و قد كنت حررت مذكرة بجزيرة جالطة استعرضت فيها الحالة في مصيف 1953 و كتبت فيها ما يلي:
“و الخلاصة أن النظـــام العــام أدخل عليه تشويش مفزع من جراء التعسف. و لكن لم تبطئ باريــس، بالرغم من التقــارير المطمئنة الصــادرة من السفــارة، أن تفطنت إلـى الواقع، و تيقنت أن المسألة ليست مسألة “فئة قليلة من المشوشيـن …”، بل أن الحكومة قام في وجهها شعب كامل قياما لا شك فيه و أن هناك ثورة نفسانية من طراز غير معهــود تبدو و تنتشر في جهــات مختلفة، و خصوصا في الجنوب حيث تقع من حين إلى آخر زحفات من _الفدائيــين_ لهـا صبغة المقاومة المسلحة الغير مسترسلة، و لكنها أخذت تستحكم كل يوم بقدر ما تأخذ المشكلة السياسية في التلاشي بين المكاتب الإدارية. “وقد أسفر ذلك الخطأ المزعوم في تقدير الأمور عن نتيجة لا تخفى إلا عن من عميت أبصــارهم: و هي أن إكراه البلاد التونسيــة علــى التصرف المزدوج، قصد توطـيد نظام مقضـي عليه و إقراره نهائيا،كان من شأنه أن أحدث جوا من الثورة و فقدان الأمن تصعب معه المساكنة، و الحال أن تلك المساكنة لم تكن قبل محل نزاع.”
– هل تعتقدون أن عملهم الآن له صبغة سياسـية أم هو مجرد عمل قطــاع طريق؟ و فــي هاتــه الصــورة ماهــي التدابير التي ترونها صالحة للقضاء على جرائمهم؟
– لم أزل أعتقد و لا أزال أكرر لكم أن الهدوء سيستتب إن حلت المشكلة السياسية…
المصدر: الحبيب بورقيبة “بين تونس و فرنسا”
المطبعة الرسمية 1957. الصفحات 516 و 517.
ا
مصدر المستند
المصدر: الحبيب بورقيبة "بين تونس و فرنسا" المطبعة الرسمية 1957. الصفحات 516 و 517.
تعريف المستند
حوار صحفي بين احد زعماء الحركة الوطنية و الحبيب بورقيبة و احد الصحفيين
أسئلة حول المستند
وضح أسباب اندلاع الثورة المسلحة التونسية في 1952 -بين خصائص المقاومة المسلحة في تونس و موقف السلطات الفرنسية منها -يذكر في اخر النص ... لم ازل اعتقد ولا أزال اكرر لكم ان الهدوء سيستتب ان حلت المشكلة السياسية ... اشرح الجملة بإبراز مدى تطابق موقف بورقيبة مع تطور الحركة الوطنية بين 1954و