معركة شبراخيث 13 يوليو 1798
وكان أو أول لقاء بين مراد بيك الذي عهد إليه بقتال الجيش الفرنسي في شبراخيث وكان قتالًا بالبر والنهر. وكان الأسطول الفرنسي النهري في وضع سيء لولا أن أصابت قنبلة سفينة من سفن المماليك بها مستودع للبارود انفجر ونسفها مما مكّن الجنرال اندريوسي من إنزال جنوده إلى البر حيث أبعدوا الأهالي الذين كانوا يطلقون النيران على السفن الفرنسية وهاك ما قاله الجبرتي عن المعركة: (وفي يوم الأحد) غرة شهر صفر وردت الأخبار بأن في يوم الجمعة التاسع والعشروين من شهر محرم التقى العسكر المصري مع الفرنسيس فلمتكن إلا ساعة وانهزم مراد بيك ومن معه ولم يقع قتال صحيح وإنما هي مناوشة من طلائع العسكرين بحيث لم يقتل إلا القليل من الفريقين واحترقت مراكب مراد بيك بما فيها من الجبخانة والآلات الحربية واترق بها رئيس الطبجية خليل الكردلي وكان قد قاتل في البحرقتالًا عجيبًا فقدر الله أن علقت نار بالقلع وسقط منها نار إلى البارود فاشتعلت جميعها بالنار واحترق المركب بما فيه من المحاربين وكبيرهم وتطايروا في الهواء فلما عاين ذلك مراد بيك داخله الرعب وولى منهزمًا وترك الأثقال والمدافع وتبعته عساكره ونزلت المشاة في المراكب ورجعوا طالبين مصر.
وكان الفرق واضحًا بين الفريقين في أساليب القتال. اذ كان المماليك ما زالوا متمسكين بطرقهم التقليدية وقد قال أحد ضباط أركان حرب نابليون عن هذه المعركة “لو كان جيش المماليك متدربًا على ضروب القتال الحديثة ويقوده ضباط متعلمون لأمكنهم أن يهزموا الجيش الفرنسي أو لأجبروه على التراجع إلى الاسكندرية”.
وصف ادوار جوان معركة شبراخيث بقوله: “وكان أربعة آلاف من المماليك ومثل الغمام من العربان ينتظرون قدومنا أمام قرية شبراريس (شبراخيث) فحثثنا السير إليه. وبينما كان الأسطول الفرنسي الصغير يناهض على النيل اسطول المصريين كانت جنودنا تتألف وسط السهل على شكل مربعات (قلاع) ويجعل من أضلاعها أسوارًا منيعة وحصونًا لا ترام. فأخذ المماليك يتقدمون نحوها بهدوء وسكون. إلا أنهم كانوا كلما تقدم منهم صف حصدته المدافع بمقذوفاتها، ولقد حملوا حملة ثانية فأصابها من الفشل ما أصاب سابقتها فلم يسعهم عندئذ إلا أن تدفقوا بخيولهم ولكنهم عجزوا عن اختراق تلك الصفوف المتراصة والأسوار البشرية المتينة. ولقد كبر عليهم عجزهم فأخذتهم آخذة الجنون وطاف عليهم طائف من التهوّر فحاولوا أن يدهموا الصفوف الفرنسية ويستظهروا على البنادق الأوربية، ولكن الرصاص والحديد كا يحصدهم حصدًا مئات عديدة. وكانت نار البنادق والمدافع تصيب ملابسهم فتلتهب وتحرق جسومهم. فلما اعيتهم الحيلة في دفع هذا المصاب وعلموا أنهم لا بد مغلوبون على أمرهم اشتد بهم الحنق فأخذوا يلقون على رؤوس جنودنا سيوفهم وخناجرهم وجميع أسلحتهم التي لم تساعدهم على الفوز لأول مرة في حياتهم”.
مصدر المستند
تاريخ شعوب وادي النيل (مصر والسودان) في القرن التاسع عشر - دار الثقافة، بيروت
تعريف المستند
معركة شبراخيث 13 يوليو 1798 وأهم أحداثها وما تلاها.
أسئلة حول المستند
لماذا تعتبر شبراخيث بداية نهاية المماليك؟ تتوقع لماذا هزم المماليك هزيمة منكرة؟ ما سبب خروج المماليك وحدهم لملاقاة الفرنسيين؟