قصة نجاح لبناني في المهجر

طبيعة المستند : نص تاريخي
الحقبة التاريخية : 1900م – حتى اليوم
الأرشيف / المكتبة : موقع الكتروني - deabouchacra.com

الشاب اللبناني جوزيف عسّاف الذي ترك قريته الجبلية (حردين) في شمال لبنان الى مدينة سيدني الأوسترالية عام 1967 عندما كان في الثانية والعشرين من عمره، هو اليوم رجل أعمال ناجح. عرف هذا الرجل العصامي كيف يجمع الى ثقافة أكاديمية عالية، خبرة في العمل خاصة في مجال الإعلان والاتصالات. هو صاحب تجربة فريدة ومميزة في مجال “التعددية” في بلد متعدد الجنسيات والأعراق والحضارات والتقاليد، وقد كانت له نظرة واقعية وأحيانًا فلسفية الى طبيعة التنوّع والتعدّد في أوستراليا والعالم.
يروي جوزيف عسّاف في كتابة (In Someone Else’s Shoes) أي “في حذاء شخص آخر” الصادر بالإنكليزية في أوستراليا “رحلة العمر” من مطار بيروت عام 1967 مرورًا بعمله المتواضع في مصنع، ودراسته الجامعية وصولاً الى نجاحه البارز في عالم الإعلان الأثني ودوره الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الفاعل في أوستراليا .
هاجر جوزيف الى أوستراليا “في حذاء شخص آخر” عنوان الكتاب الذي نشره وتحدث فيه عن تجربته. لقد كانت تعليمات دوائر الهجرة الأوسترالية صارمة وهي تقضي أن يلبس المغادر الى أوستراليا حذاء جديدًا عند صعوده الى الطائرة. حضر جوزيف من قريته “حردين” الى مطار بيروت ومعه حذاء جديد، ويقول عسّاف: “لم يكن بمقاس رجلي وبلون أحمر فاقع لم يعجبني، لكنني لبسته وشكرت صاحبه، وركبت الطائرة”.
في العالم 1972 وبعد سنوات من العمل في الليل والدراسة في النهار نجح جوزيف في الحصول على إجازة من جامعة سيدني في “النظريات الاجتماعية”، ثم نال شهادة دبلوم في الترجمة من جامعة “نيو ساوث ويلز”، وعمل في مجال الاتصالات الأثنية وشغل مواقع عديدة في القطاعين الحكومي والخاص في مجال الإعلان والترجمة والتواصل مع القادمين الجدد الى أوستراليا من خلفيات أثنية متعددة.
وأدت نظريات عسّاف الرائدة وخبرته الطويلة والناجحة في إدارة المجتمعات المتعددة ثقافيًا ولغويًا، الى تأسيس شركات تقدّم خدمات الى زبائن يحاولون الوصول الى مجموعات أثنية تشكل الإنكليزية لغتهم الثانية. وقد أسّس وكالة الاتصالات الأثنية (ETCOM) أول شركة متخصّصة في مجال الاتصالات متعددة الثقافات في أوستراليا والعالم. وهي وكالة متكاملة متخصصة في الاتصالات والإعلانات والعلاقات العامة، وهي تُعنى أيضًا بأبحاث السوق وترويج المبيعات وإدارة التخطيط في الأعمال، مثلما تُعنى بدور وسائل الإعلام الأثنية الرائجة في أوستراليا، من صحف وإذاعات بعشرات اللغات من مختلف أنحاء العالم.
ويورد عسّاف في كتابه نماذج من التحديات والصعوبات التي واجهته منذ وصوله الى أوستراليا مهاجرًا لا يملك سوى “إرادة النجاح”. ويقول: حين وصلت الى أوستراليا لم أكن أملك من مقومات النجاح سوى العزيمة والصبر والإصرار. حتى اللغة الإنكليزية لم أكن اتحدثها، كنت أتقن الفرنسية ولغتي العربية فقط. كنت أعمل في النهار وأدرس في الليل ولا أنسى دعم صاحب المصنع الذي شملني بتشجيعه ورعايته لي، لقد تعلمتُ من تلك الأيام الصعبة، ومن أهم ما تعملته أن العلم والعمل الجاد هما الطريق الى النجاح والحياة الكريمة، وتعلّمت أن الرجال الطيبين “تجارة رابحة” كما يقول المثل.

مصدر المستند

بقلم: الصحافي أسعد الخوري -13 ايار - 2014 http://claudeabouchacra.com/?p=8120

تعريف المستند

يتحدث الكاتب عن رحلة لبناني من مطار بيروت 1967 الى العالمية في اوستراليا. قصة نجاح بدأت بحذاء لشخص اخر الى مالك العديد من الشركات العالمية والمرموقة. ويقدم عدد من العوامل التي ساعدته على ذلك.

أسئلة حول المستند

من هو المهاجر صاحب الكتاب؟ ما هي ابرز انجازاته؟ ما هي عوامل نجاحه؟

تم التحميل من قبل: أبوزيد حسن (Lebanon)