روايتين مختلفتين عن تاسيس قرطاج
الوثيقة الأولى
“أبعدت الأميرة الفنيقية عليسة عن عرش مدينة صور من قبل أخيها بيقماليون الذي لم يكتف بذلك بل عمد إلى قتل زوجها اشر باس كاهن معبد الإله ملقرط و واحد من أثرياء المدينة طمعا في ثروته، حقدت الأميرة على أخيها وقررت أن تفر مع جمع من الأثرياء الذين كانوا يخافون من بطش ملك صور
بعد أن أخذت كل ما تملكه في سفينة أبحرت بعيدا عن السواحل الفنيقية.
أرست السفينة بعد مشاق كبيرة على سواحل لوبية أين أقامت الأميرة و من معها علاقات حسنة مع السكان المحليين ولما كانت العادات المحلية لا تسمح للأجانب بامتلاك أكثر من مساحة جلد ثورفقد احتالت عليسة على الملك اللوبي و قطعت الجلد إلى شرائط لتحصل على أكبر مساحة ممكنة و تشيد عليها المدينة الجديدة : قرط حدشت سنة 814 قبل الميلاد.
أعجب الملك اللوبي بالأميرة و أراد أن يتزوجها مهددا بالهجوم على المدينة، فضلت ان ترمي نفسها في النار وفاءا لزوجا و حماية لمدينتها مما جعلها تتحول إلى أميرة مقدسة”
جوستينوس مؤرخ روماني عاش في القرن الثالث بعد الميلاد كتب كتاب تواريخ في 43 جزءا
الوثيقة الثانية
“…و يبرز التماثل الذي يكاد يكون تاما بين كتابة صور و الكتابة البونية أن تأسيس المدينة تم من قبل التجار القادمين من مدينة صور…و قد أثبتت الحفريات وجود منازل ترجع الى النصف الأول من القرن الثامن بما يقربنا من التاريخ الأسطوري لسنة 814 ق م.…ورغم صلات بعض أحداث الأسطورة بالواقع فلا بد للمؤرخ أن ينظر إليها بكثير من الاحتراز خاصة و أنها أسطورة تردد ذكرها في مصادر إغريقية أو رومانية ينتمي مؤرخوها إلى خصوم قرطاج و ممن هزموها.كما أن جوستينوس لم يكن شاهد عيان بل عاش فترة بعيدة جدا عن الوقائع التي يرويها و هو روماني و ينتمي إلى الدولة الرومانية التي هدمت قرطاج….
و قد أورد بعض المؤرخين الإغريق ا في مؤلفاتهم رواية عن تأسيس المدينة مثل تيمايوس أو ديودوروس الصقلي أو دنيس أصيل هاليكارناس و غبرهم الا أنهم يشتركون جميعا في أنهم غير قرطاجيين و و لم يطلعوا على المصادر الأصلية التي تتحدث عن ظروف تأسيس المدينة. و لذا لابد من التعامل بحذر مع هذه الأسطورة التي تولدت عن خصوم قرطاج
فقد أثبتت التنقيبات الأثرية و البحوث التاريخية أن المستوطنات الفنيقية بغرب المتوسط لم تكن في مرحلة أولى من تأسيسها مستوطنات للتعمير و الاستقرار بل كان هدف الفنيقيين البحث عن المعادن الثمينةو تطوير الأنشطة التجارية منذ أن تحررت المسالك التجارية المتوسطية من الهيمنة المصرية و الإغريقيةو كانت قرطاج إحدى المصارف في طريق العودة من شبه الجزيرة الايبيرية.
و تمثل مسالة جلد الثور مجرد خلط في أصل الكلمة إذ أنها تعني في اللغة الاغريقية جلد الثورة بينما تعني نفس الكلمة في اللغة البونية ” القلعة او الحصن”و تطلق على الهضبة التي توجد عليها النواة الأولى للمدينة “
المصدر : فيليب دوكامس
Philippe Descamps : Des phéniciens en Afrique ; les cahiers de science et vie n 104 avril mai 2008P29- 33
Quotation or text engine
Justin : Histoire universelle LIVRE XVIII.(Guerre de Pyrrhus en,Italie et en Sicile. Digression sur l'histoire ancienne de Carthage Philippe Descamps : Des phéniciens en Afrique ; les cahiers de science et vie n 104 avril mai 2008P29- 33
Define the document
عبارة عن نص سردي يروي فيه احد المؤرخين الرومان الذي عاش في القرن الثالث بعد الميلاد اسطورة تاسيس المدينة البونية من فبل الفنيقيين في حين يتناول النص الثاني تاويل احد المؤرخين المعاصرين لظروف تأسيس مدينة قرطاج
Questions about the document
أقدم الوثيقتين باعتماد العناصر التالية : طبيعة الوثيقة مصدرها و معاصرة صاحبها للأحداث اطارها المكاني اطارها الزماني موضوعها مدى مصداقيتها ج أستخرج عناصر التشابه و عناصر الاختلاف بين أسطورة التأسيس و كتابة المؤرخين بتعمير جدول من ثلاثة خانات (خانة للنص الاول /خانة للنص الثانث // خانة لدلالات ذلك عناصر المقارنة تاريخ التأسيس مؤسس المدينة الإطار الذي تم فيه التأسيس الهدف الأصلي من تاسيس المدينة