بناء السلم الأهلي في بعلبك الهرمل

تختلف دراجات النزاعات وتختلف تجاهها ردود الفعل الرسمية والشعبية في محاولة وقف اي نزاع، وذلك لحماية وتقوية السلم الأهلي، فيمثل إحتواء النزاع العنيف وتخفيف المعاناة ونزع فتيل الصدم، التحدي الكبير والرئيسي للمجتمعات كافة.

إن هدف إنتاج سلام ووفاق إجتماعيين يتطلب العمل على إصلاحات سياسية والسير بعملية التنمية الإجاماعية. وذلك يتطلب بدوره بناء علاقة المواطنة وتعميق مفاهيمها بين كل مكونات وأطياف المجتمع. وذلك لقطع الطريق أمام اية محاولة لإعادة إستخدام الفوارق المجتمعية (عرقية، دينية، طائفية، مذهبية، ثقافية، …) في إشعال اي نزاع.

فبناء السلم الأهلي من خلال تعميق العلاقة بين المواطنين تأتي في إتجاهين، الإتجاه الأول بين المواطن والسلطة والإتجاه الثاني بين المواطن والمواطن حيث يأتي مكملاً لعلاقة المواطن بالسلطة. وذلك عبر الحصول على حقوقه من جهة وتأدية واجباته من جهة أخرى، لتأتي بعدها ’الآليات التي تسعى السلطة السياسية الى نشرها عن طريق المشاريع الجامعة، حيث ينخرط كل أفراد المجتمع بها، كلٌّ حسب موقعه وكفاءته في إطار مشاركة الناس وتمكينهم عبر مبدأ التشغيل ليتمكن الفرد من الإنخراط والتفاعل المجتمعيين.

فتتعدد وتختلف أشكال وأنماط وأنواع النزاعات المجتمعية بين افراد ومجموعات المجتمع، وبذلك تتعدد وتختلف آليات تحويل أو حل هذه النزاعات. حتى أنه تختلف آلية الحل لنوعٍ واحد من المشاكل، أو بوجود آليةٍ لعدة نزاعات مختلفة نوعاً ونمطاً وشكلاً. فمثلاً إن حصول إشكال بين فردين من عائلةً واحدةً أو بين عائلتين من مذهبً واحد أو بين عائلتين من مذهبين أو طائفتين مختلفتين، يظهر إختلاف آلية حل أو تحويل النزاع المتشابه بتفاصيله وأسبابه المختلف بمسببيه.

من هنا يتبادر الى ذهننا عدة تساؤلات حول آليات تحويل أو حل نزاع، ومن هذه التساؤلات: ما هي أنواع الآليات المعتمدة في تحويل وحل النزاع؟ هل أن الآليات المعتبرة في أذهان الناس بديهية مثل التسوية، المصالحة، التحكيم والمقاضاة المعتمدة في حل النزاعات هي ذاتها المعتمدة في منطقة بعلبك الهرمل؟ او هناك آليات مختلفة عنها أو تضاف اليها؟