مكة قبل الإسلام

طبيعة المستند : نص تاريخي
الأرشيف / المكتبة : مكتبة الأمم للتوثيق والأبحاث
المواضيع التاريخية التجارة

كانت السلع التي تتاجر فيها قريش: الأدم والزبيب والصمغ والطيب والتبر والحديد والبرد اليمانية والثياب العدنية والأسلحة ومصنوعات الحديد، وذهب من معدن بني سليم، والسلع المستوردة من أفريقية والهند والشام وحوض البحر الأبيض المتوسط؛ ومن المنسوجات النفيسة الغالية التي استوردها التجار لبلاد العرب: الديباج والاستبرق والسندس التي كان يتنافس الأغنياء وذوي الثراء والجاه في اقتنائها.

وكان في مكة البيت الحرام الذي يقدسه جميع العرب، وكانت قريش سدنة هذا البيت، فيقومون بالعناية به والمحافظة عليه، فأكسبهم ذلك احترامًا عظيمًا، فكانت لهم منزلة سامية في نفوس العرب جميعًا، مما كان له أثر كبير في تحسين مركزهم التجاري  العظيم، كما أن زمزم كانت تفيض، بالقرب من مكة ماء سلسبيلًا، مما جعلها مركزًا هامًا للقوافل التجارية، فكانت القوافل تستقي منها، وتأخذ حاجتها من الماء، فنشطت التجارة في مكة نشاطًا عظيمًا، واشتهرت قريش بها، وأثرت بسببها ثراءً عظيمًا، حتى إن صاحب لسان العرب قال: إنما سميت بهذا الاسم، لأنهم كانوا أهل تجارة، من قولهم “فلان يقترش المال”، أي يجمعه، وامتن الله عليهم بهذا الثراء وما كانوا فيه من أمن بقوله تعالى: “لإيلاف قريش، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف”. فكان لهم رحلة الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى بلاد الشام، ولم تكن قريش تستورد التجارة لتخزنها في مكة وحدها، فمكة وحدها بلد صغير، لا تستوعب أسواقها هذه التجارات، بل كانت تستوردها من الشمال والجنوب لتصرف ما يمكن بيعه في أسواق مكة وهو قليل، ولتصدر وهو الغالب ما استوردته من الجنوب إلى الشام، ولتصدر ما استوردته من الشام إلى اليمن، ومنها إلى بقية العربية الجنوبية والسواحل الإفريقية المقابلة، فتستفيد من هذه الصفقات ربحًا حسنًا.

فحيثما كانت توجد موارد الرزق الثابتة من الزراعة أو التجارة عاش القوم على ما ينتج لهم ذلك.

أما الصناعة، فكانت قليلة وعلى شيء يسير، ولكن حيثما وجدت كانت تقام البيوت الثابتة وتنشأ القرى، كما يحكي الهمداني عن “صَعدة” مثلًا، فيقول: “وقال بعض علماء العراق: إن النصال الصاعدية تنسب إلى صعدة، وهي كورة بلاد خَوْلان، وموضع الدِّباغ في الجاهلية الجهلاء، وذلك أنها في موسط بلاد القرَظ”. ويقول عن طائف: “وهي مدينة جاهلية قديمة، وهي بلد الدِّباغ، يدبغ بها الأهب الطائفية المعروفة”. كما اشتهرت اليمن بدباغة الجلود. ومن أهم المواد المصنوعة من الجلود الدلاء والقرب والنعال والخفاف والأنطعة ومواد أخرى تستعمل في البيت واشتهرت اليمن كذلك بالنسيج والحياكة، ومن أشهر ثيابهم البرود: العصب والسحل والسيراء.

مصدر المستند

تاريخ الأدب الجاهلي، الجزء الأول، مقدمة لدراسة الأدب الجاهلي، الدكتور علي الجندي، الطبعة الثانية، ١٩٦٦، مكتبة الجامعة العربية في بيروت.

تعريف المستند

يتحدث هذا المستند عن تاريخ وأهمية مدينة مكة في فترة ما قبل الإسلام و يركز على أهمية التجارة و دور قريش في التجارة العالمية آنذاك، يمكن إستعمال هذا المستند في وحدة عن العصر الجاهلي.

أسئلة حول المستند

ماذا نتعلم من هذا المستند عن أهمية مكة في فترة ما قبل الإسلام؟ ما العوامل الجغرافية التي جعلت من مكة مركزاً هاماً في الجزيرة العربية في هذه الفترة؟ ماذا تستنتج عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية في مكة في فترة ما قبل الإسلام؟

تم التحميل من قبل: Massader (Lebanon)