الثورة العربية الكبرى
عمان 14 حزيران(بترا)- قال استاذ التاريخ الدكتور عيسى صالح من جامعة البحر الأحمر في السودان ان الثورة العربية الكبرى كانت الانطلاقة الأولى في سبيل نهضة الأمة العربية ووحدتها والخطوة التاريخية على طريق تحررها ومثلت منعطفاً تاريخيا مفصليا نقل العرب من حقبة الى حقبة بعد حوالي أربعمائة عام من الهيمنة العثمانية.
ولفت في دراسته لمؤتمر مئوية الثورة العربية الكبرى الذي انعقد في جامعة آل البيت اخيراً، ان الأرض الأردنية كانت الساحة الرئيسة لعمليات الثورة العربية الكبرى وميدان العمل لها، وان أفق الثورة كان يضم الوطن العربي بأكمله ومضمونها القومي يتعدى الحدود الإقليمية المحدودة والأهداف الشخصية الضيقة؛ فقد كانت المشاركة فيها عامة شملت قائدها الشريف الحسين بن علي والمناضلين العرب من معظم بلدان المشرق العربي.
وقال ان الغاية من هذه الثورة كانت من أجل صون وحدة الأمة العربية وبلورة وعي قومي عربي هدفه الحفاظ على الهوية العربية وتوحيد كيان الأمة على النطاقين السياسي والثقافي.
وحول أسباب الثورة العربية الكبرى، أشار إلى انها تتمثل بظلم الأتراك للعرب وإتباع سياسة التتريك من قبل الاتحاديين في فرض العادات واللغة التركية على العرب وعدم الاعتراف بحقوق القوميات غير التركية وتردي الوضع الاقتصادي وابتعاد الأتراك عن الدين الإسلامي وضعف الدولة العثمانية وانفصال الأقاليم والولايات دون تحرك الدولة العثمانية ومطالبة العرب بمكانة أفضل للمناطق العربية والتمتع بمزيد من الحريات اللامركزية والاستقلال الذاتي وقيام جمال باشا بإعدام زعماء الحركة العربية ومفكريها بحجة “الخيانة العظمى” .
ومن الأسباب كذلك مراسلات الشريف حسين إلى هنري ماكماهون ومطالبة الشريف بريطانيا بضمان استقلال الدولة العربية سوريا،فلسطين، والعراق، والجزيرة العربية مقابل دعم العرب للإنجليز وخوض تركيا الحرب العالمية الاولى الى جانب دول المركز وكان امام العرب اما الثورة والحصول على حرياتهم وإما الوقوف بجانب تركيا لتحفظ لهم بدورها عرفناهم للجميل ولكن آمال العرب كانت تتوق الى الحرية.
وبينت الدراسة ان من أسباب الثورة إقامة الجمعيات العربية السرية مثل الجمعية العربية الفتاة والقحطانية 1909 والمنتدى الأدبي وحزب اللامركزية والعهد ولجنة الإصلاح وتبلور الشعور القومي والرغبة في التخلص من الحكم التركي الجائر.
وسجلت الدراسة مجريات احداث الثورة العربية الكبرى على الوجه التالي:
البواعث : بدأ الشعور العربي بالتنامي في منتصف القرن التاسع عشر والفضل في ذلك يعود الى حركة التجارة الواسعة خاصة عن طريق السواحل اللبنانية التي اتاحت الفرصة للاطلاع على حركات التحرر القومية في مناطق أوروبا وانتفاضة شعوبها التي أخذت تبحث عن هويتها واستقلالها وتتحرر من مستعمريها؛ فكانت هذه الرؤية التي تكونت لدى العرب وهم يراقبون الوضع العالمي فبدأت تتشكل الجمعيات السرية والمنتديات الأدبية التي أسهمت في حركة الوعي العربي ولكن أخذت الأسباب تظهر وتتراكم والتي تدعو العرب للنهوض والثورة.
كما ان أسبابا كثيرة وضعت العرب امام تحديات كبيرة ولكن بقيت الحاجة للقيادة الفاعلة القوية التي يمكنها ان تقود الأمة نحو الاستقلال وتوحد جهود العرب جميعا باتجاه السيادة العربية وبالتالي فإن العرب قد توجهوا للشريف الحسين بن علي وطلبوا منه ان يكون قائدا للثورة خاصة وانه الرجل الذي توفرت فيه خصائص خاصة منها:
انه من سلالة الشرف العظيم المتحدرة من اطهر بيوت العرب من نسل النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وانه امير مكة وخادمها وتتوفر له المكانة الخاصة بين قبائل العرب جميعها وتميز بتوجهه نحو الاستقلال والسيادة.
مصدر المستند
استاذ التاريخ الدكتور عيسى صالح من جامعة البحر الأحمر في السودان
تعريف المستند
مقطع من مقال دراسي يتحدث عن اسباب الثورة العربية الكبرى و آثرها
على العرب.
أسئلة حول المستند
الى اي مدى حاول الاتراك التاثير على الهوية العربية؟ ما اسباب الثورة العربية العربية؟