التطور التاريخي للنزاع- الحرب اللبنانية

عند استعراض الأحداث وتطوراتها في لبنان، نجد أن الحرب الأهلية اندلعت في 13 نيسان 1975 نتيجة الإحتقان الإيديولوجي والخلل في التوازنات السياسية والتناقضات بين اللبنانيين بسبب الفوارق الطبقية، الإجتماعية والطائفية. كما تغذت هذه التناقضات من وضع لبنان الجغرافي السياسي بين سوريا و”إسرائيل” والصراعات العربية – العربية، والعربية – الدولية على الساحة اللبنانية، وأطماع “إسرائيل” فيها وأهداف أميركا في بسط نفوذها فضلاً عن نمو المقاومة الفلسطينية بعد عام 1967 وترسيخ دورها السياسي والعسكري في لبنان، وتدخلها في الأزمة اللبنانية لصالح القوى اليسارية الساعية إلى إقامة نظام ديموقراطي يساري متحالف معها”.

“فقبل الحرب الأهلية وخلالها ارتفعت إيديولوجيات بررت الجنوح نحو حالة اللاتعايش، وتوسل العنف لتحقيق الأهداف، وكذلك كانت النضالات المطلبية للعمال والفلاحين والصيادين ومعظم فئات المجتمع تتطلع إلى تحقيق مطالبها، حيث حالت تركيبة النظام الطبقية الطائفية دون تحقيقه.

وفي ظل رواج مقولة “التعددية الثقافية” و”التعددية الحضارية” بتأثير من الدين والتجربة التاريخية والثقافة المجتمعية الطائفية، والمؤسسات الثقافية التحليلية، وكذلك البيت. وبفعل ضعف حضور الدولة على مستوى التربية المواطنية، كان من المستبعد أن تقوم ثقافة وطنية جامعة، وتحصل نقلة نوعية في الفكر والمؤسسات والعلاقات الإجتماعية، والنظام السياسي، تشكل حماية لتعايش اللبنانيين.

في أواخر الستينيات من القرن الماضي، كان الانفجار السكاني الذي شهدته الطائفة الشيعية على خلفية الفقر الاقتصادي والنزوح الريفي إلى حزام البؤس الشعبي في بيروت، قد شكلا جمهوراً مناسباً بامتياز لقوى تعبر عن تجذر اجتماعي وسياسي تدريجي للحركة القومية العربية، وصولا إلى تحول بعض فصائلها إلى اتجاه  اليسار والماركسية[31]. وقد تسبب النزاع الإيديولوجي بين الطوائف والأحزاب في لبنان إلى احتدام الأوضاع ما أدى إلى تطور النزاع إلى عسكري عنيف، لم يكن من إمكانية في ذلك الوقت لوقفه أو ردعه. فقد أصدرت “الأحزاب الوطنية والتقدمية” اللبنانية بياناً في 7/7/1977 تحت عنوان “من أجل تسوية متوازنة” دعت فيه إلى:

1-    إعادة المهجرين إلى مناطقهم وأماكن سكنهم.

2-    إعادة توحيد الجامعة اللبنانية.

3-    إعادة توحيد القوى الأمنية.

4-    تحويل لبنان من مجموعة طوائف إلى جسم وطني واحد متماسك.

5-    تثبيت عروبة لبنان وانتمائه ودوره في الصراع العربي – الإسرائيلي.

6-    دعوة رئيس الجمهورية لتنظيم حوار وطني واسع بين القوى السياسية من أجل الوصول إلى برنامج حد أدنى مشترك لتحقيق الإصلاح، وإقامة توازن سياسي على أسس أكثر ديموقراطية

مصدر المستند

الجامعة اللبنانية كلية الآداب والعلوم الإنسانية العمادة

تعريف المستند

التطور التاريخي لآليات حل النزاع، الحرب في لبنان نموذجاً (1975- 1989)
رسالة اعدّت لنيل شهادة الماجستر في التاريخ الحديث
وسام رعد

أسئلة حول المستند

كيف تطورت آليات حل النزاع في لبنان؟ ما هي المؤتمرات التي شاركت فيها القوى اللبنانية المتصارعة؟ ما هي مقررات مؤتمر الطائف؟

تم التحميل من قبل: Raad Wissam (Lebanon)