اصل الفينيقيين
المصدر 1
حدد بعض المؤرخين أنّ اسم الفينيقيين اطلق عموما على الشعوب الذين سكنوا الساحل الشرقي للبحر التوسط في العصر الحديدي، وذلك بين الغزوات التي شنتها “شعوب البحر” والتي هزت المنطقة حوالي العام ١١٨٠ ق.م.، ودخول الإغريق واحتلال المنطقة من قبل الإسكندر الأكبر وجيوشه، في العام ٣٣٢ ق.م.. في هذه الفترة نجد الكثير من الوثائق عند اليونانيين التي كانت تعتمد اسم “الفينيقيين” للتعريف عن سكان مدن هذا الساحل.
أعتمد الإغريق هذا المصطلح بالنسبة إلى الاسم phoĩnix باليونانية الذي يرمز أولا إلى الصباغ الأرجواني، حيث بَرَع الحرفيّون الفينيقيّون وجعلوا من هذه المهنة اختصاصاً في مدنهم، أو ثانيا إلى لون بشرتهم التي كانت “نحاسية”.
نظرية أخرى، أقل انتشارا ومثيرة للجدل إلى حد ما، تتحدث حسب التقليد الأسطوري (الألف الثاني ق.م.) عن نزوح شعوب من الجزء السفلي من شبه الجزيرة العربية، المعروفين بالحميريين أو “الشعب الأحمر”، الذين استقروا على شريط ضيق من الساحل بين البحر الأبيض المتوسط وجبال لبنان. نجد في حِميَّر أو الحميريون الأحرف “ح.م.ر.” الجذرية التي لا تزال حتى الأن ترمز إلى اللون الأحمر في اللغة العربية. ومن المرجح بان اسم البحر الأحمر يأتي أيضا من نفس الأصل، حيث كانوا يترددون دائما وحيت انهم تتبعوا شواطئه خلالا نزوحهم وهجرتهم الطويلة صوب الغرب. ويبدو أن للغاتهم (التي تسمى أيضا اللغات العربية الجنوبية القديمة) ولكتاباتهم الأثرية بعض الصلة مع الحروف الهجائية الفينيقية والعربية.
عرفت مملكتهم من قبل المصريين باسم “أرض بوني” وهو نفس المصطلح الذي كان يرمز إلى الفينيقيين وخاصة قرطاج. تمثل الحموريين أسلاف الفينيقيين في تنظيم مدنهم وحضارتهم وذلك قبل نزوحهم واستقرارهم على ساحل البحر المتوسط. فالمملكة الحمورية أنشأت علاقات تجارية بحرية قديمة مع الهند وأفريقيا وباقي الجزيرة العربية، واكتشفت وتعاملت مع مملكة أوفير التي لا تزال مركزها غير محدد حتى اليوم. ونجح سكانها ببناء المنازل مع العديد من الطوابق، حيث نسخها أهالي صور في وقت لاحق.
استقر الحموريون على هذا الساحل، الممر الضيق بين البحر المتوسط وسلسلة جبال لبنان الغربية، والذي يسكنه القبائل الكنعانية المستقرة. هؤلاء الأخيرين الذين برعوا في فن الزراعة، الشعب المذكور في بعض المقاطع من الكتاب المقدس التي تجعلنا نحلم مع أوصاف هذه البلاد، الأرض التي تشمل معظم السهول الخصبة والجبال الشاهقة من لبنان الحالي. بفضل اندماج هذا الشعب النازح مع السكان الأصليين، تم تدريجيا بروز سلالة جديدة، فانشؤوا العديد من المدن الناشطة في نقاط مختلفة من الساحل، وكونوا صلات وصل بين التجارة البحرية والزراعة. مع هذا الشعب الجديد، وخصائصه المتنوعة والعميقة، وريث الحموريون وروح المبادرة والمغامرة، وقوة المزارعين الكنعانية القاسية وروح الاستقرار، ولد الشعب الفينيقي.
هذه النظرية التي تقدم بها بعض العلماء القدامى، كما سترابون، المؤرخ والجغرافي اليوناني، الذين اعتمدوا على المعلومات التي نقلها اندروستن من ثاسوس المستكشف والضابط في جيش الإسكندر الأكبر، ليقول أن اصل الفينيقيين يعود الى بلاد الخليج. ومن جهته، كتب جستن، المؤرخ الروماني، بأن الفينيقيين أُجْبِروا على ترك أراضيهم بسبب زلزال، واستقروا لبعض الوقت على ضفاف “Ad Syriam Stagnum” (ربما البحر الميت) قبل أن ينزحوا الى ساحل البحر المتوسط ويبنوا مدنهم. أما هيرودوت، خلال زيارته لصور في العام ٤٥٠ قبل الميلاد، نقل عن سكان المدينة بأن تأسيسها يعود إلى ٢٧٥٠ قبل الميلاد، وقال بأنهم جاءوا من بحر إريتريا (التي كانت، بالنسبة إلى القدامى، تتوافق مع البحر الأحمر والخليج وجزء من المحيط الهندي).
أجرى الدكتور بيار زلوعة، عميد كلية الصيدلة في الجامعة اللبنانية الأميركية، وأستاذ علم الوراثة، بحوث حديثة على الروابط الجينية (الوراثية) بين سكان البحر الأبيض المتوسط المختلفة وتلك الواقعة في الشرق الأوسط. كانت هذا دراسة شاملة كجزء من مشروع الجينوغرافي وبتمويل من جمعية ناشيونال جيوغرافيك وذلك لمتابعة وتثبيت الانتشار الفينيقي عبر البحر المتوسط.
على الرغم من هذه التفسيرات المتعددة، من المستطاع القول والتأكيد، بان سكان هذه المناطق الساحلية جهدوا دائما للحفاظ على استقلاليتهم، ودافعوا باستمرار عن انتمائهم لمدينتهم، سكان مدينة صور كانوا صوريين، وصيداويين لصيدا، وجَبْليين لجُبَلْ / جبيل / بيبلوس، … أما التسميات الأخرى المستعملة في الوثائق والمستندات التاريخية، فمصادرها أجنبية، مصطلح “الكنعانيين” نجده خصوصا في الكتاب المقدس، ومن ثم “الفينيقيون”، التسمية المعتمدة حاليا، أتت مع الكتابات اليوناني
مصدر المستند
http://www.pheniciens.com/articles/decouverte.php?lang=ar
تعريف المستند
مستند يتحدث عن تاريخ الفينيقيين والمجتمع الفينيقي
أسئلة حول المستند
- من اين اتت تسميت الفينيقيين - ما هو اصل الفينيقيون - لماذا اطلق عليهم تلك التسمية كيف كانت علاقتهم مع الخارج.