من تاريخ الهجرة اللبنانية

طبيعة المستند : نص تاريخي
مجالات التاريخ : الاجتماعي و الاقتصادي
الحقبة التاريخية : 1900م – حتى اليوم
الأرشيف / المكتبة : موقع الكتروني - بدايات

كان معظم اللبنانيين يعملون في المصانع، ويعيشون بمبان مكتظة في شقق صغيرة مستأجرة تحوي ثلاث عائلات أو أكثر، خالية من الهواء النظيف والصرف الصحي١١. وشكلت هذه المباني ٥٢٪ من نسبة المناطق السكنية في لورنس. وفي العام ١٩١٢، خلال ما يعرف بالعصر التقدمي الأميركي، سَنّت المدن الأميركية عدّةٌ قوانين ونظمًا للبناء والنظافة لمواجهة الظروف المعيشية والحياتية الصعبة التي عاشها سكان تلك المباني المكتظة بالمهاجرين. لكن ذلك لم يمنع الوضع في لورنس من التراجع. تحايَل أصحاب المباني والمقاولون على القوانين والمعايير وبنَوا أكبر عدد من المباني المخصصة للإيجار على مساحات محدودة. وأطلق استبيان حول الظروف المعيشية في لورنس عام ١٩١١ على هذه الظاهرة اسم «حمّى الاكتظاظ»، تعبيرًا عن الكثافة السكانية لهذه الأحياء والمناطق، التي سبّبت ارتفاعًا في حالات المرض والموت بين المهاجرين القاطنين في تلك المباني١٢. وبنى مالكو الأراضي والعقارات مساكن ومباني أكثر ارتفاعًا وقربًا من بعضها البعض بهدف زيادة أرباحهم (وكان من بينهم بعض المهاجرين اللبنانيين، منهم يوسف صليبا). نتيجة ذلك، تدهورت أحوال المباني والمساكن التي كانت تعاني أصلاً من رداءة الإنارة وسوء التهوئة. بالإضافة إلى ذلك، كانت غالبية المباني والمساكن مبنية من الخشب، ما جعلها عرضةً للحرائق القابلة لأن تنتشر بسرعة داخل تلك المجمّعات المكتظة بساكنيها.
بسبب سوء الظروف المعيشية، وظروف المعامل حيث يعمل أغلب المهاجرين، كانت الالتهابات الرئوية (النزلة الصدرية) والتدرّن الرئوي (السلّ) وغيرها من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي مسؤولة عن ٧٠٪ من الوفيات بين عمال لورنس١٣. وبين ١٨٩٥ و١٩١٢ بلغ معدّل عمر المتوفّين من المهاجرين اللبنانيين ٢٥ عامًا. وهكذا كان للظروف المعيشية السيّئة، فضلًا عن الأمراض التي كان يتعرض لها العمال في المعامل، أثر سلبيٌّ على العائلات اللبنانية المهاجرة، ففي الفترة بين ١٩٠٠ و١٩١٢ بلغت نسبة الوفيات بين الأطفال دون سن الثانية ٤٤٪١٤. ولم يكن المهاجرون اللبنانيون بمنأى عن هذا الألم وتلك الخسارة، فقد توفي خلال هذه الفترة طفلان لمهاجرين لبنانيين نتيجة سوء ظروف السكن؛ وتوفيت ماري نصار ذات العامين بسبب الحرارة الشديدة في صيف ١٩٠١، وتوفي ميشال معلوف ذو الأربعة أعوام قبل حلول عيد الميلاد عام ١٩٠٢. وخلال الفترة بين ١٩١٠ وأواخر ١٩٢٠، فقدت أديل ملحم سبعة أطفال قبل أن تُرزق باثنين تمكنا من البقاء على قيد الحياة. وتذكر ابنتها جولييت بستاني «لقد فقدَتْ [أمي] طفلها الأول ومرضت مرضًا شديدًا… ثم توفي طفلان جرّاء الإصابة بالحصبة والدفتيريا (الخانوق)، وكان عمر الأول عامًا والثاني عامين ونصف العام. كما عانت من مشاكل وصعوبات في الولادات اللاحقة. سقطت في طريقها إلى العمل نتيجة عاصفة ثلجية فولد الجنين ميتًا».

مصدر المستند

مجلة بدايات العدد ٣٢ - ٢٠٢١ذاكرة من تاريخ الهجرة اللبنانية.

تعريف المستند

ورد هذا النص في مجلة بدايات وهو يتحدث عن المعاناة والصعوبات التي رافقت حياة المهاجرين اللبنانيين في القرنين الثامن والتاسع عشر. ويتطرق الى تفاصيل حياتهم المرهقة في العمل والسكن.

أسئلة حول المستند

ما هي ابرز الصعوبات التي عاشها العمال في لورنس. كيف واجه العمال اللبنانييون تلك الصعوبات؟

تم التحميل من قبل: أبوزيد حسن (Lebanon)