كميل شمعون والتماهي مع الغرب

لا ريب في أنّ صعود جمال عبد الناصر في مصر زاد من اهتمام الإدارة الأميركية بلبنان وقد رأت في القومية العربية عدوًا وفي سياسة عدم الإنحياز انجيازا إلى المعسكر السوفياتي. رداً على ذلك، ارست واشنطن استراتيجيتها  محاور ثلاثة: جذب المملكة العربية السعودية بعيدا عن عبد الناصر، تحويل العراق إلى منافس لمصر، دعم السلطات اللبنانية . وقد حدد ناظر الخارجية الأميركي جون فوستر دالاس إسرائيل ونفط الخليج والعربية السعودية ولبنان على انّها ” المواقع الأميركية” التي يتعين الدفاع عنها ضد تيار القومية العربية الصاعد. اقتصاديا، كانت الولايات المتحدة مهتمّة بلبنان بما هو مصب للنفط ومركز تتكاثر فيه وكالات الشركات الأجنبية للمنطقة كلها. استراتيجيا، جذب لبنان الإهتمام الأميركي لبنيته التحتية من قواعد عسكرية ومرافئ وشبكات طرق وتسهيلات اخرى يمكن أن تخدم كرأس جسر في حال التدخل العسري في المنطقة. عام 1953، تسلمت الحكومة اللبنانية اسلحة ومساعدة اقتصادية من الولايات المتحدة قيمتها ستة ملايين دولار، وبحلول العام 1954 كان كميل شمعون قد أجاز للطيران الحربي الاميركي أن يستخدم الأجواء اللبنانية لطلعات استكشافية. وبعد سنة من ذلك، وقعت لولايات المتحدة اتفاقية تجارية تعطي فيها لبنان صفة الدولة الأكثر رعاية.