رسالة كلينتون الى الأسد

رسالة من بيل كلينتون الى حافظ الأسد بتاريخ 4 ايلول 1993

عزيزي الرئيس الأسد

لقد وصلنا الى لحظة تاريخية في بحثنا المشترك عن سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط. فقد تحقق إنجازان شديدا الأهمية: الإعلان عن إتفاق بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية على حكم ذاتي مؤقت، بدءاً بأريحا وغزة، والنص الوارد في الإتفاقية الداعي الى مفاوضات بشأن الوضع الدائم تقضي الى تطبيق قراري مجلس الأمن الدولي الرقمين (242) و (338).

هاتان خطوتان إلى الأمام مهمتان للفلسطينيين. وإذا إستُخدِمت الإتفاقية محفزاً للتقدم نحو تسوية شاملة، فستساعد على توفير الأمل لشعوب المنطقة كافة. وقد تم التفاوض في هذه الإتفاقية على نحو مباشر بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. ومع ذلك لم يكن من الممكن إنجازها من دون الإلتزام الإيجابي من كل الأطراف ذات العلاقة بعملية السلام. وفي الحقيقة، لولا إلتزامكم التاريخي بعملية مدريد، لما تحقق الإختراق في المسار الفلسطيني – الإسرائيلي.

كم أنني متفائل بالتقدم الذي تحقق حديثا في التبادلات الخاصة بينكم وبين رئيس الوزراء رابين والوزير كريستوفر. وبمكن للتقدم على المسار الفلسطيني أن يمهد الطريق لمزيد من التقدم على المسارات الأخرى الباقية جميعها. 

سيادة الرئيس، أنا شخصياً ملتزم بتحقيق إختراق في إتجاه السلام الشامل في عام 1993. وأنا ملتزم بالعمل معكم على وجه الخصوص لإنجاز إتفاقية سلام بين سوريا واسرائيل بسبب ما ستنتجه من تأثير قوي في السلام والإستقرار في المنطقة. وفي هذا السياق، آمل أن تبذلوا كل ما بوسعكم لدعم الإتفاقية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، لأانها ستساعد على تحقيق الإختراق الشامل الذي نسعى كلانا إليه. كما أطلب أن تستخدموا نفوذكم لكبح تلك المجموعات الفلسطينية المعارضة للإتفاقية، والتي قد تحاول تقويضها من خلال العنف. وأنا أعوّل على دعمكم. هذا أمر أساسي.

إن في متناولنا فرصة لإنجاز حل عادل وشامل وحقيقي للصراع في الشرق الأوسط. وعلينا الآن أن نضاعف جهودنا أضعافاً وألا نسمح لأعداء السلام بتعويقنا بعد أن إقتربنا جداً من إدراك هدفنا المشترك. وأنا على يقين أننا بتعاوننا الوثيق في العمل سنتمكن من ضمانتحقيق الوعد بالسلام للجميع.

المخلص 

وليام ج. كلينتون

صاحب الفخامة 

حتفظ الأسد

رئيس الجمهورية العربية السورية