جمعيّة الإصلاح البيروتيّة وقرار حلّها
بلاغ رسميّ
” بما أنّ الجمعيّة الّتي تشكّلت منذ شهرين ونصف من بعض الذّوات في بيروت باسم الجمعيّة العموميّة الإصلاحيّة، والّتي اتّفق أن أعطي لها علم وخبر من مقام الولاية، وقد كان تشكيلها مغايرًا أساسًا للنّوعيّة الصريحة الّتي نصّ عليها قانون الجمعيّات… وبناءً عليه فقد صار من الطبيعيّ منع دوام واجتماع هذه الجّمعيّة… وبناءً عليه نعلن أنّه قد منع بموجب القانون، اجتماع الجمعيّة المذكورة الّتي ليس لها ذاتًا كيان قانونيّ، وإذا تصدّى القائمون بها للاجتماع خلافًا للمأمول، فتضطرّ الحكومة لإجراء ما يقتضيه القانون بحقّهم من المعاملات.”
في 26 مارت سنة 1329 ه والي أبو بكر حازم
بعد ظهر اليوم نفسه في 8 نيسان 1913، الّذي نشر فيه الوالي هذا القرار قام باستدعاء مديري الجمعيّة المسؤولين عنها: سليم أفندي- علي سلام والمحامي بترو طراد وأخبرهما أنّ الحكومة قرّرت تطبيق قانون الولايات الجديدة، وإنّ إعطاء الرّخصة كان لا لزوم له. فردّ عليه الزعيمان الإصلاحيّان قائلين: “إنّ الجمعيّة الإصلاحيّة قد تشكّلت بصورة مطابقة”. فأجابهما الوالي”بلى، وجود مثل هذه الجمعيّة لا لزوم له في مثل هذه الأيّام…” عندئذٍ تركاه الإصلاحيّان وذهبا إلى مقرّ الجمعيّة حيث كانت تغصّ بالأهالي.
وفي اليوم الثّاني صدرت الجرائد كلّها بيضاء ولم يكن بها سوى بلاغ الولاية، وذلك احتجاجًا على مخالفة الوالي للقانون.
وفي 11 نيسان 1913، أيّ بعد نشر وتنفيذ قرار الحلّ بثلاثة أيّام عقدت “الجمعيّة العموميّة الإصلاحيّة” إجتماعًا في القاعة الكبرى في “الكليّة السّوريّة” اتّخذت فيه قرارًا بالدّعوة إلى إضراب عامّ في اليوم التّالي احتجاجًا على قرار حازم بك. كما نشرت الهيئة بيانًا في وقت لاحق…
مصدر المستند
المصدر/المرجع: فواز سعدون، الحركة الإصلاحيّة في بيروت في أواخر العصر العثماني، دار النّهار بالتّعاون مع مؤسّسة صائب سلام للثّقافة والتّعليم العاليّ، بيروت 1994، ص 96... 98
تعريف المستند
يُظهر لنا هذا البيان الرّسميّ والمستند، القرارت الّتي كانت تصدر عن السّلطنة بحقّ الجمعيّات الإصلاحية في الولايات، وكيف كانت تتعاطى معهم بالشّدة، وبالمقابل كيف كان ردّ أهالي بيروت عليها والّذين وقفوا متّحدّين وباشروا بالإضراب والإعتراض على هذا البيان ضاربين عرض الحائط العواقب المحتملة كردّ من السّلطنة. (يُنصح بالعودة للكتاب كاملًا)
أسئلة حول المستند
- من خلال المستند اِستنتج (ي)، سقف الحريّات لأهالي الولايات التّابعة للسلطنة العثمانيّة. - هل اتى ردّ فعل الأهالي في بيروت واضحًا على البيان؟ علّل (ي) - إلى أيّ مدى يؤثّر توحّد الأهالي حول قضيّة حقوقيّة، في تغيير مصيرهم؟ - ما هي الدّلالات التّاريخيّة الّتي نستطيع استتنتاجها من البيان الصادر عن الوالي؟