بدء ثورة 1840 في بلاد الشام
بدء ثورة 1840 ..
بعد انتصار المصريين الساحق على العثمانيين في معركة نزب، لمس محمد علي باشا، أن حكومات الدول لن تسمح له بقطف ثمار انتصاره هذا، وهاله أمر اتفاقها ضده، فعزم على الصمود في وجهها، ومضى على رأيه في هذا، فقرر جلب قواته من اليمن ونجد والحجا، وأنشأ الإلايات الجديدة في مصر وأشرف بنفسه على إنشائها.
وسنة 1840، إتفق مع السلطان عبد المجيد العثماني، وسلطان النمسا، وسلطان المسكوب (روسيا)، وملكة الإنجليز، وملك بروسيا، على استخلاص سوريا الثانية من يد محمد علي عزيز مصر. فلما بلغه ذلك أمر بالقبض على شبان الإسلام في بلاده ليدخلهم في عسكره النظامي. فقبض عليهم الجند وعلى التلاميذ اللبنانيين النصارى الذين في مدرسة الطب هناك لظنهم أنهم إسلام، فذاع الخبر في الأقطار الشامية أن العزيز قبض على شبان النصارى مع الاسلام ليتجندوا في عسكره النظامي. فخافت النصارى اللبنانيون، واضطربوا ظانين أنهم سيفعل بشبانهم هكذا، وفي غضون ذلك، ذاعت أخبار قدوم عساكر مصرية إلى بعلبك وطرابلس، وورد مركب إلى بيروت مشحونًا من الثياب العسكرية. فذاع الخبر إلى تلك الثياب مهيأة للشبان النصارى اللبنانيين، فااضطرابًا وتقمقموا ودار بينهم وبين الدروز لسان العصيان على ابراهيم باشا، وكانت الدروز تهيجهم وتسهل لهم الأمر، وتقنعهم بإيراد أخبار ظفر الدروز بالنظام في حرب الوعرة، فلما بلغ ابراهيم باشا اتفاقهم، كتب إلى الأمير أن يجمع من النصارى السلاح الذي سلمهم إياه حين قتال الدروز في وادي التيم.
ملاحظة: يظهر لنا أن ابراهيم باشا أمر بتجريد النصارى من الأسلحة التي كان قد وزعها عليهم، في 1838 لمقاتلة الدروز في وادي التيم بعد انقلابهم عليه بالاتفاق مع الدروز لظنهم أنه ستفرض عليهم الخدمة العسكرية الاجبارية أسوة بالمسلمين .
مصدر المستند
سليمان، شفيق، سلسلة تاريخ لبنان كما كان، ج4: الإحتلال المصري لبلاد الشام وثورة 1840 (وهو يشمل ثورة دروز حوران على ابراهيم باشا المصري)، دار نلسن، بيت مري (لبنان) - أديلايد (أوستراليا)، ط1، 2013، ص 197 - 198
تعريف المستند
يتناول الظروف التي أحاطت ببدء ثورة 1840 في جبل لبنان ودور الطوائف فيها ..
أسئلة حول المستند
1- كيف استعد محمد علي باشا مواجهة حكومات الدول الأجنبية ؟ 2- عيِّن ردة فعل النصارى والدروز على ابراهيم باشا. 3- إكشف عن السبب الذي دفع ابراهيم باشا إلى تجريد النصارى من الأسلحة ؟