امراة على المقصلة

طبيعة المستند : مقالة
مجالات التاريخ : الاجتماعي و الاقتصادي
الحقبة التاريخية : 1900م – حتى اليوم
الأرشيف / المكتبة : المكتبة الشرقية-لبنان
المواضيع التاريخية العنف تجاه المرأة1927قتلمحاكمة

 قلما ينفذ حكم الاعدام في امرأة. فبعض البلدان يحرم اعدامها وبعضها لا يحرمه ولكن قضاته لم يألفوا الحكم على النساء بالاعدام لان لها ميزة خاصة من التكريم والعطف حتى على المقصلة.

ولكن قامت في النساء مؤخرًا من ارتكبت جرائم هي من الفظاعة على ما يكون الاعدام اقل جزاء له فوقعت بعض حوادث نفذ فيها الاعدام في النساء في انكلترا واميركا.

ومؤخرًا سيقت امرأة في مصر الى الاعدام ولما كان القراء يعرفون الشيء الكثير عن مواقف الرجال امام المشانق مما تنشره الصحف ومما رآه الكثيرين باعينهم في ساحة قصر العدلية ولكنهم لا يعلمون شيئًا عن موقف المراة تجاه الموت المنتظر فاننا ننقل الى القراء وصف ما جرى للمراة المصرية المذكورة وهي في ساحة الاعدام.

وهذه المرأة قتلت زوجها وولديه من زوجته الاولى بالسم دسته لهم في الدسم لتتخلص منهم وتستأثر هي واولادها بالميراث كله فاكتشف امرها وسيقت الى العدالة فحكمت عليها بالاعدام نظرًا لفظاعة جرمها.

وكان المقرر ان ينقذ هذا الحكم بسجن الزقازيق ولكن لعطل طرأ على “المشنقة” تقرر تنفيذه في سجن الاستئناف.

ففي الساعة السادسة من مساء يوم التنفيذ نقلت المحكوم عليها من سجن مصر الى سجن الاستئناف تمهيدًا لتنفيذ الحكم وقد اجري وزنها حين وصولها اليه فبلغ 65 كيلو غرامًا ونصف كيلو مع انه كان يوم القبض عليها 58 كيلو فقط.

وفي منتصف الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي اجتمع في فناء سجن الاستئناف وكيل ثاني حكمدارية العاصمة نائبًا عن محافظ مصر وحكمدار العاصمة بالنيابة وطبيب ثاني المحافظة وطبيب سجن الاستئناف وبعض مندوبي الصحف العربية والاجنبية.

وحوالي الساعة الثامنة دخل الجميع السجن حيث جيء بالمحكوم عليها من غرفتها يقودها مأمور السجن وملاحظ السجن ومعهما بعض السجانين وكانت المحكوم عليها ترتدي الملابس الحمراء الخاصة بالمحكوم عليهم بالاعدام وعلى رأسها “بطانيه” فلما وصلت الى باب الغرفة السوداء تلا عليها الملازم الاول علي افندي شهدي الحكم فقاطعته بقولها “ابدًا والنبي انا وليه وغلبانه، الله يرميك يا امين يا

بلال ويحكم على ولاياك باللي حكم به علي” ولما انتهى من تلاوة الحكم وجه اليها نائب الحكمدار السؤال المعتاد توجيهه للمحكوم عليه بالاعدام وهو: هل تطلبين شيئًا فقالت “مظلومه يا بك” فكرر عليها السؤال فقالت “زى ايه انا مظلومه وعايزه اشرب” فجيء لها بالماء ولكنها لم تشرب سوى جرعة واحدة وقالت (وصيتكم بنتي انا وليه وغيتونى) وصارت تكرر قولها (والنبي) بكيفية عصبيه الى ان اوقفت على المشنقة ووضع الحبل في عنقها وكانت في هذه اللحظة تنادي باسم بابنها بقولها “يا سيد يا سيد”.

وفي الساعة الثامنة والدقيقة العاشرة صدر الامر بالتنفيذ فهوت واسلمت الروح على الاثر وقد قرر الاطباء ان النبض وقف اثناء سقوطها وقد تهتك جلد عنقها وسال منه دم غزير، قال الاطباء انه يرجع الى قصر عنقها وعدم تناسبه مع جسمها.

اما المحكوم عليها فتبلغ من العمر 35 سنة قصيرة القامة بيضاء اللون حسنة الطلعة، وقد بقيت معلقة نصف ساعة بعد التنفيذ طبقًا للتعليمات الادارية ثم نقلت الى مستشفى سجن مصر حيث شرحت جثتها وبعد ذلك نقلت الى مدافن السجن في سفح المقطم حيث وريت التراب. 

مصدر المستند

لسان الحال 2-9-1927 ص4

تعريف المستند

تدور هذه المقالة حول إعدام إمرأة مصرية أقدمت على قتل زوجها وأولاده من زوجته الأولى بالسم لتحصل على الميراث. يحاول كاتب المقال الإشارة إلى موقف المرأة في مواجهة حكم الإعدام.

أسئلة حول المستند

هل أنت مع حكم الإعدام؟ برر ونحن في مطلع القرن الواحد والعشرين هل تغيرت المقاييس فيما يتعلق بالزواج الثاني وحكومة الاعدام؟ ما هو موقفك من المرأة المذنبة؟ هل لديك فكرة عن واقع ووضع السجون في لبنان؟ وما هي العقوبات البديلة الفضلى للتقليل من عدد الجرائم؟

تم التحميل من قبل: حيدر د. سحر (Lebanon)