الهجرة اللبنانية

“ان تحديد التهجير يصبح ظاهرة ترجع تاريخا الى ما قبل اندلاع شرارة الحرب الاهلية عام 1975 ,فان ما يسمى بالهجرة الداخلية او النزوح الداخلي ماهي الا احد انواع التهجير .

فالهجرة في لبنان لم تأت نتاجا”لسيرورة من التقدّم الاجتماعي والاقتصادي الذي كاد أن يؤدي الى انتاج القيم التبادلية على الصعيد الاقتصادي (لا الاستهلاكية) والى تعزيز السوق الداخلية ,باتجاه تطوير وحماية الانتاج الوطني.

ان الانعكاسات الاجتماعية للتهجير ليست بجديدة ,وقد يكون تأثير البعض منها قبل عام 1975أكثر تعقيدا”وأبلغ أثرا” على الجماعات النازحة انذاك , ان انعكاسات هذا التهجير على الصعيد المجتمعي متعددة منها :

اضعاف الروابط العائلية , بروز الطائفية ,تغيير في التراتب الاجتماعية وفي سيرورة الحراك الاجتماعي واتجاهاتة وفي تخلخل علاقات السلطة في الاسرة ,,,الخ 

ان تناول الانعكاسات الاجتماعية للتهجير تتمثّل على الصعيد المجتمعي بترسيخ الطائفية والمذهبية والكيانية وما شابه من عوامل التجزئة .

ان أبرز انعكاس اجتماعي لظاهرة التهجير هو تفاقم تعقيد مسألة توحيد الهوية الوطنية .ومن خلال تجديد استمرار الازمة في ظل عدم استطاعة حل مشكلة التهجير والمهجرين .

بيد ان هذة المشاكل تحتل مرتبة أقل أهمية من قضية المخاطر على وحدة(المجتمع الاهلي) حسب تعبير سماهة الشيخ محمد مهدي شمس الدين أو على وحدة “المجتمع الفسيفسائي: القائم في لبنان كما يراه الدكتور حليم بركات .