الموسيقى وجه اوروبا المجيد المنسي

من نابولي الى لندن كانت اوروبا الموسيقية و ربما اكثر من اوروبا المشتغلة بفن الرسم واقعا لا يمكن اجتنابه منذ القرن السابع عشر فالموسيقى اكانت ايطالية فرنسية المانية اسبانية ام انكليزية لقيت الاعتراف في عبقريتها و انواعها الماضية في تزايدها فمن الموشحة المقدسة او الدينية الى الغنائية و من الموسيقى المواكبة لمثاة الموتى الى مزمور العذراء مريم الام الثكلى و قد وقفت مسمرة اما المصلوب تفيض دمعا الى القداس الكنائسي و من الاوبرا الجدية المأساوية الى تلك الخفيفة الهزلية و من السمفونية الى الكونشرتو و الثلاثية و الرباعي و الخماسية و النجوى الليلية و لقد كانت منابع الالهام هي الاخرى على تزايد محاكاة الطبيعة و استحضار اصوات المواسم و اجوائها و الالعاب النارية و حفيف اوراق الشجر و زخات فوارات الماء ترجمة مشاعر الاسى و الفرح و العشق الصوفي كما الحب الدنيوي استذكار ابطال العصور الاغريقية و الرومانية القديمة و كبار الشخصيات التوراتية و الحضارات القديمة و ماسي النفس البشرية بمجملها و الام المسيح و الملاحم العسكرية و السياسية اما فيما يتعلق بصناعة الالات الموسيقية بما يضمن لقدراتها الصوتية اقصى المد و الاتساع فهي تشهد على المهارة الحرفية و الدقة الماضيتين بلا انقطاع الى تحقيق الاجود الافضل و بخاصة عندما يختص الامر بتطوير كبريات الات الارغن المعدة للكنائس لاو هو تطوير وجد له حافزا في الخطوات التقنية المتقدمة في مجال الاوالة كما في مجالات الالات المنفخية. ما من شي يلخص الاعجوبة الاوروبية من ذلك الانفجار الموسيقى الذي يميزها عن كل ما امكن انجازه في اي زمان كما في اي مكان اخر. اذ كانت الموسيقى الوجه المجيد و النبر لاوروبا حتى حلول زمن ريتشارد فاغنر الذي ما لبث ان ترجم وجهها العابس المكفهر و هو الوجه الذي الهمه اياه كل من فريدريخ نيتشه و الجرمانوية الارية التي لن يطول بها الامر حتى تنفجر هي الاخرى بعد انقضاء بضع سنوات في ظل النازية. اما غوستاف مالر و ريتشارد شتراوس فانهما سيعبران عن الضيق الذي الم باوروبا و قد استشعرت وشوك اندلاع الحرب العالمية الاولى غير ان فرنسا ستستمر و الحالة هذه باهداء العالم شفافية الضوء الارفع و الاسمى التي تطبع مؤلفات لفيف من الموسقين ضم كلن من دوبوسي و رافييل و بولينك و فورية و شابريية و سان ساينز و من جهتها ستنجب اسبانيا غرانادوس و البينيز و دوفالا  و من هانا يتضح لنا كم ان اعجوبة اوروبا الموسيقية هي موضع اثارة للبلبة و الارتباك اذ حتى اكتشاف الحضارات الاخرى زودها بفرصة انتلج روائع استثنائية فلنتذكر لابد الهند الانيقة لصاحبها رامو و خطفا من عقر السراي لموزارت و تركيا في ايطاليا لروسيني و اوبرا عايدة لفردي و مدام بترفلاي لبوتشيني و غيرها الكثير من الروائع التي تصه انماطا مختافة من الموسيقى.