القوة في تبليغ الرسالة الدينية /ميكافيلي

طبيعة المستند : خطاب
الحقبة التاريخية : 1500م – 1600م
الأرشيف / المكتبة : مكتبتي الخاصة
المواضيع التاريخية الانبياءالحاكمالقوة

لذلك نرى سائر الأنبياء الذين أرسلوا، وأرشدتهم العناية إلى الاستعانة بالحرب والقوَّة فازوا في تبليغ رسالتهم، وأن سواهم ممن اكتفوا بالوسائل السلمية قد فشلوا؛ وهذا؛ لأن أخلاق الشعوب قليلة الثبات على حال واحدة، وإذا أمكن إغراء طائفة وإقناعها برأي جديد فإنه يكاد يستحيل ضمان ثباتها عليه، فمن الضروري — والحال هذه — أن يستعد النبي للطوارئ، فإن آمن القوم واعتقدوا باللين والمحاسنة فحبّاً وكرامةً، وإلا فهو يرغمهم على الاعتقاد والإيمان بحدِّ السيف ورأس الرمح، ولم يكن «موسى» و«قورش» و«طيصص» و«روميلس»؛ ليتمكنوا من تثبيت دعائم النظامات التي أسسوها أمداً طويلا ً لو كانوا عزلاً من السلاح، كما حدث في عهدنا «لجريولامو سافونارولا» الذي فشل في عمله، وعجز عن تشييد أركان مذهبه عندما بدأ الغوغاء ينفضّون من حوله؛ وذلك؛ لأنه لم يكن له من الوسائل ما يستطيع به استبقاء من لا  يزالون يعتقدون فيه، وإرغام الجاحدين على الإيمان به؛ لأجل هذا أقول: إن أمثال هؤلاء  الرجال يجدون صعوبات عظيمة جدّاً في الوصول إلى غايتهم، وينبغي لهم أن يتغلبوا على كل ما يعترضهم أثناء الطريق بكفاءتهم وقدرتهم، فإذا استطاعوا المقاومة وتغلبوا على تلك العقبات، وبدأ الناس يقدرونهم قدرهم ويبجَّلونهم، وإذا استطاعوا أيضا أن يخفتوا أصوات حاسديهم، فإنهم يعيشون أقوياء مؤيدين محترمين سعداء.

 

المصدر : كتاب الامير لنيقولا ميكافيللي ، الناشر هنداوي ،القاهرة ، ص 63

مصدر المستند

كتاب الامير المؤلف نيقولا ميكافيللي الناشر : هنداوي للنشر -القاهرة صفحة 63

تعريف المستند

من كتاب الامير لميكافيللي حيث يعطي اراؤه الخاصة للأمير الحاكم ويعتبر ان القوة هي اساس الحكم وحتى اساس استمرارية الرسائل السماوية عبر الانبياء الذين فرضوا رسالتهم بالقوة

أسئلة حول المستند

هل توافق ميكافيللي أنّ القوة هي اساس باستمرار رسالة الاديان ؟ علل اجابتك

تم التحميل من قبل: عبود فادي (Lebanon)