العصر الذهبي للبنان

“لعله من عدم الإنصاف، بل حتى من التضليل، أن نتغاضى عن التنويه بما “للجمهورية-التاجر” في عهدي الخوري وشمعون من فضل في ما بلغه لبنان. فهذا البلد الصغير مساحة وسكانًا والذي لا يمتلك من الموارد الطبيعية شيئًا يذكر كان في العام 1943 محدود النمو والإمكانات وكانت بالتالي حيويته الاقتصادية موضع شك. بحلول العام 1958 كان لبنان قد أصبح بلدًا مزدهرًا على مستوى ملموس من التطور الاجتماعي يتمتع بعلاقات خارجية جيدة وبنسبة مشهودة من الاستقرار. كانت الرأسمالية المطلقة والمنفتحة الآفاق التي وفرتها قلة من المسيحيين الذين تولوا الحكم وراء الازدهار الاقتصادي الأسطوري الذي حققه لبنان، كما كانت هي نفسها وراء الحفاظ على الديمقراطية اللبنانية. ففي حين كانت الديكتاتوريات تحفر لها موقعًا في هذا البلد العربي أو ذاك جارفة بجزمتها كل الممارسات الديمقراطية كانت “الجمهورية-التاجر” اللبنانية، ترفع، ببطولة الشجعان، الراية المثل في الحياة الدستورية وتضمن الحرية والمبادرة الفردية وهما عماد الرأسمالية. في هذا الجزء من العالم الذي كان إنسانه يفقد حريته وحقه في المبادرة كانت الحرية في بينان التي باتت مضرب المثل تتحول أرضية صلبة للاستقرار السليم والأصيل”.

مصدر المستند

كمال الصليبي، الجمهورية – التاجر، بيروت 1966، مأخوذ عن سمير خلف، لبنان في مدار العنف، قراءة في تدويل النزاعات الفئوية، نقله إلى العربية شكري رحيّم، بيروت، دار النهار، ص. 207.

تعريف المستند

هو نص تاريخي يتطرق إلى مرحلة الخمسينات والستينات في لبنان ويناقش فكرة إذا كان لبنان في تلك المرحلة قد عرف عصرًا ذهبيا أم لا

أسئلة حول المستند

ما هي الإشكالية الواردة في هذا النص؟ ما كان دور التجار في تحديد شكل تلك المرحلة في لبنان؟

تم التحميل من قبل: elias amin (Lebanon)