الرئيس فؤاد شهاب وجمهوريته الفريدة
تقودني الأوضاع الكارثية التي يعيش فيها ويعاني وطننا، والمخاطر الكبرى التي تهدّده ليس فقط في المجال الاقتصادي والاجتماعي بل حتى في وحدته ووحدة مكوناته، تقودني هذ الأوضاع الى التذكير بالتجربة الفذّة للرئيس فؤاد شهاب المتمثلة بالجمهورية الفريدة من نوعها في تاريخ لبنان الحديث المرتبطة باسمه. أضيف الى ذلك ما ارتبط ببعض السمات التي ميّزت شخصية الرئيس شهاب. […] لقد كُتب الكثير عن المرحلة الشهابية. لكن تلك الكتب لم تصل الى الجمهور الأكبر من اللبنانيين. دليل على ذلك أننا في الوقت الذي نواجه فيه الأزمة التي يعيشها بلدنا، ونحاول التصدي للواقع الكارثي بما في ذلك في زمن الثورة التي انطلقت بمواجهة الكارثة ولإحداث التغيير، إننا لم نجرِ قراءة عميقة لتاريخنا القديم والحديث بما في ذلك قراءة التجربة المتصلة بالرئيس فؤاد شهاب وبجمهوريته الفريدة. وهذا ما سأحاول هنا التذكير به وبجمهوريته وبالسمات الخاصة في كليهما. وقد تحوّل الجنرال شهاب في نهاية تلك الحرب الأهلية (ربيع 1958) بقرارٍ داخلي وعربي ودولي الى المرشح الأول لرئاسة الجمهورية. وكان من أوائل ما تميزت به سياسته حرصه على إعادة اللحمة بين اللبنانيين وإزالة الحرب الأهلية. وهو ما عبّر عنه من خلال تشكيل اول حكومة في عهده كانت رباعية مشكّلة من: رشيد كرامي، وحسين العويني، وريمون إده وبيار الجميّل. […] وكانت السمة الثانية للرئيس شهاب من موقعه رئيساً البلاد انفتاحه على العالم العربي. فاتفق مع الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة على اللقاء بينهما على الحدود بين لبنان وسوريا الإقليم الشرقي للجمهورية العربية المتحدة فجلس كلٌ منهما على مقعد في آخر نقطة من حدود بلده وهو اللقاء الذي تمّ فيه الاتفاق على علاقة حُسن جوار بين البلدين العربيين الشقيقين. وإضافةً الى ما تقدم منذ ولاية عهده حرص على حياد لبنان في أي صراع على الصعيدين العربي والعالمي. وبقيت القضية الفلسطينية تحتل مكانتها الثابتة في وجدانه. لم تكن مهمّة الرئيس شهاب في تلك الفترة مهمّة سهلة. […] وكان يعرف عنه تكراره الدائم لعبارة ضرورة العودة الكتاب في أي شأن من شؤون البلاد، و»الكتاب هو الدستور والقوانين التي ترتبط به». إذ اعتبر أن من أولويات سلطته وأية سلطة هي احترام الدستور كمبدأ أساسي. وكان من أول اهتماماته أن يحرر البلاد من مخاطر الانقسامات الطائفية. فساوى بين المسلمين والمسيحيين داخل مؤسسات الدولة، محترماً حقوق كل طائفة من الطوائف. وكان من همومه واهتماماته أيضاً أن يعطي للدولة طابعها التحديثي أسوةً بما هي عليه في البلدان المتقدمة. فأنشأ العديد من المؤسسات واختار لكل مؤسسة مسؤولاً فيها من أصحاب الكفاءة من دون أن يتوقف عند مرجعيته السياسية، بما في ذلك من أهل اليسار. وأذكر ثلاثة من هؤلاء: الياس سركيس لرئاسة البنك المركزي والشيوعيان حسن عواضة رئيساً للتفتيش المركزي أو التفتيش المالي (لم أعد أذكر) وسرحان سرحان لرئاسة ديوان المحاسبة وكان هدفه في هذا الإطار أن يجعل الدولة الحديثة دولة لكل اللبنانيين من دون تمييز أو تفريق تُعنى بإحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية في شتى الميادين التي تحتاج إليها البلاد لكي تستكمل تطورها وتقدّمها. على أن يكون الهم الأساسي بالنسبة إليه الإنسان المواطن.
مصدر المستند
تقودني الأوضاع الكارثية التي يعيش فيها ويعاني وطننا، والمخاطر الكبرى التي تهدّده ليس فقط في المجال الاقتصادي والاجتماعي بل حتى في وحدته ووحدة مكوناته، تقودني هذ الأوضاع الى التذكير بالتجربة الفذّة للرئيس فؤاد شهاب المتمثلة بالجمهورية الفريدة من نوعها في تاريخ لبنان الحديث المرتبطة باسمه. أضيف الى ذلك ما ارتبط ببعض السمات التي ميّزت شخصية الرئيس شهاب. […] لقد كُتب الكثير عن المرحلة الشهابية. لكن تلك الكتب لم تصل الى الجمهور الأكبر من اللبنانيين. دليل على ذلك أننا في الوقت الذي نواجه فيه الأزمة التي يعيشها بلدنا، ونحاول التصدي للواقع الكارثي بما في ذلك في زمن الثورة التي انطلقت بمواجهة الكارثة ولإحداث التغيير، إننا لم نجرِ قراءة عميقة لتاريخنا القديم والحديث بما في ذلك قراءة التجربة المتصلة بالرئيس فؤاد شهاب وبجمهوريته الفريدة. وهذا ما سأحاول هنا التذكير به وبجمهوريته وبالسمات الخاصة في كليهما. وقد تحوّل الجنرال شهاب في نهاية تلك الحرب الأهلية (ربيع 1958) بقرارٍ داخلي وعربي ودولي الى المرشح الأول لرئاسة الجمهورية. وكان من أوائل ما تميزت به سياسته حرصه على إعادة اللحمة بين اللبنانيين وإزالة الحرب الأهلية. وهو ما عبّر عنه من خلال تشكيل اول حكومة في عهده كانت رباعية مشكّلة من: رشيد كرامي، وحسين العويني، وريمون إده وبيار الجميّل. […] وكانت السمة الثانية للرئيس شهاب من موقعه رئيساً البلاد انفتاحه على العالم العربي. فاتفق مع الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة على اللقاء بينهما على الحدود بين لبنان وسوريا الإقليم الشرقي للجمهورية العربية المتحدة فجلس كلٌ منهما على مقعد في آخر نقطة من حدود بلده وهو اللقاء الذي تمّ فيه الاتفاق على علاقة حُسن جوار بين البلدين العربيين الشقيقين. وإضافةً الى ما تقدم منذ ولاية عهده حرص على حياد لبنان في أي صراع على الصعيدين العربي والعالمي. وبقيت القضية الفلسطينية تحتل مكانتها الثابتة في وجدانه. لم تكن مهمّة الرئيس شهاب في تلك الفترة مهمّة سهلة. […] وكان يعرف عنه تكراره الدائم لعبارة ضرورة العودة الكتاب في أي شأن من شؤون البلاد، و»الكتاب هو الدستور والقوانين التي ترتبط به». إذ اعتبر أن من أولويات سلطته وأية سلطة هي احترام الدستور كمبدأ أساسي. وكان من أول اهتماماته أن يحرر البلاد من مخاطر الانقسامات الطائفية. فساوى بين المسلمين والمسيحيين داخل مؤسسات الدولة، محترماً حقوق كل طائفة من الطوائف. وكان من همومه واهتماماته أيضاً أن يعطي للدولة طابعها التحديثي أسوةً بما هي عليه في البلدان المتقدمة. فأنشأ العديد من المؤسسات واختار لكل مؤسسة مسؤولاً فيها من أصحاب الكفاءة من دون أن يتوقف عند مرجعيته السياسية، بما في ذلك من أهل اليسار. وأذكر ثلاثة من هؤلاء: الياس سركيس لرئاسة البنك المركزي والشيوعيان حسن عواضة رئيساً للتفتيش المركزي أو التفتيش المالي (لم أعد أذكر) وسرحان سرحان لرئاسة ديوان المحاسبة وكان هدفه في هذا الإطار أن يجعل الدولة الحديثة دولة لكل اللبنانيين من دون تمييز أو تفريق تُعنى بإحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية في شتى الميادين التي تحتاج إليها البلاد لكي تستكمل تطورها وتقدّمها. على أن يكون الهم الأساسي بالنسبة إليه الإنسان المواطن.
تعريف المستند
النص يتحدث عن الرئيس فؤاد شهاب، واهم الاعمال التي قام بها خلال فترة حكمه. وكيف بنى علاقة مع العالم العربي، وتمكن من المساواة بين المسلمين والمسيحيين.
أسئلة حول المستند
- ضع عنوانا مناسبا للنص. - حدد المسألة التي يتناولها النص. - أوضح السمات للرئيس التي يتحدث عنها النص. - حدد عبارة الرئيس التي كان دائما يكررها. - حدد المعيار الذي اعتمد عليه في اختيار الموظفين. ولماذا؟