الاهتمام الصهيوني المبكر بلبنان.

[…] اعتبر الاستراتيجيّون الصهيونيون الأوائل لبنان،، خصوصًا جزءه االجنوبي، ساحة لاستيطان صهيوني ممكن، وقد شجّعهم في ذلك، الحدود غير الواضحة في منطقة الجليل.

وفي العام 1907 قام حاييم وايزرمان بجولة في لبنان، لم تترك لديه مبدئيًّأ ، إنطباعًا لافتًا، ولكنّه مع ذلك لاحظ الإمكانيّة “الهائلة” هناك.

[…] اجتذبت العقارات المعروضة للبيع حول صيدا، انتباه صهيونيين آخرين. وكانت حركة هيبات تسون “أحبّاء صهيون”، شبكة لنوادي قوميّة يهوديّة ظهرت في تلك المنطقة في روسيّا، والّتي كانت تقتصر عليها إقامة اليهود، في سبعينيّات القرن التّاسع عشر. وكان فرع أوديسا يحتفظ بكتب في بيروت مكلّف بشراء الأراضي في أرض إسرائيل للمهاجرين الصهيونيين من روسيا. وفي العام 1908، أثار اهتمام هذه الجماعة بصفة خاصّة، وجود مزرعة برسم البيع في صيدا، في منطقة النبطيّة، والّتي كانوا يعتبرونها حدود إسرائيل الشّماليّة- الغربيّة.

لقد وصف مكتب “أحبّأء صهيون” في بيروت، هذا العقار بحماسة، واعتبره جوهرة ثمينة ذات إمكانات هائلة، زراعيّة وسياسيّة واستراتيجيّة. فقد كانوا يعتقدون بأنّ هذا العقار من شأنه أن  يعطي الصهيونيين موطىء قدم راسخًا في ذلك الجزء من أرض إسرائيل الواقع ضمن لبنان، ونقطة إنطلاق لإنشاء سلسلة من المستوطنات اليهوديّة تربطها بذلك الجزء من أرض إسرائيل الواقع في الجنوب. وعرّفوا بهويّة مالك العقار كمسيحيّ ثريّ من بيروت، مالك لعقارات كثيرة في جنوب لبنان، متوافرة للبيع أيضًا. وقد كتب أحد عملاء أحبّاء صهيون مأخوذًا بالحماسة يقول: “لكلّ امرىء ساعته المفضّلة، والسّاعة الآن هي السّاعة الفاصلة للاستيلاء على الأرض… وسوف تكون خطيئة من جانبنا إذا فوّتنا هذه السّاعة.

علينا أن نلجأ إلى كلّ وسيلة في قدرتنا لشراء هذه المزرعة، ولن نرمي من أيدينا هذا الكنز، هذه الجوهرة الّتي يمكنها أن تكون مفتاحًا لنا إلى موقع قوي في أعالي لبنان، عزيز علينا إلى هذا الحدّ”. (هذا القول من ب. شليكوفير إلى لجنة أوديسا، 20 نيسان 5668 (21 نيسان/ ابريل 1908). CZA,A24/51/ (بالعبريّة)

وفي عاميّ عاميّ 1907 و1908، سنّ العثمانيون قوانين تجعل من الصعب على اليهود، حتّى على الرعايا العثمانيين منهم، شراء الأراضي في اليهوديّة والجليل، وقد تذرّع زعيم “أحبّاء صهيون” مناحم اوسيشكين، بحجّة أنّ هذا الأمر يجعل شراء الأراضي في لبنان أكثر أهميّة…