الاقتصاد اللبناني في عهد بشارة الخوري

بدا العهد الاستقلال الأوّل باستعادة مؤسسات الدولة من السلطة المنتدبة. فاستُعيدت تدريجيًا مصالح الدولة الأساسية التي كانت حكرًا على السلطة المنتدبة تحت اسم المصالح المشتركة ،(المشتركة بين الدول الخاضعة للانتداب) :سكك الحديد والنقل، إدارة حصر التبغ والتنباك ،الجمارك… ثم تمّ استكمال الاستقلالية في الشأن الجمركي والنقدي. كذلك استعيدت للدولة مكونات السيادة والاستقلال من لغة وقضاء ودرك وجيش وأمن عام. أُعلنت اللغة العربية وحدها لغة رسمية للبلاد والدولة والإدارة وأُنشئت وزارات جديدة كالدفاع والخارجية وسواها ،وأُلغيت المحاكم المختلطة وأصبحت المحاكم اللبنانية (أي دون مشاركة فرنسية) ،تحكم بإسم الشعب اللبناني وتُصدر أحكامها بالعربية ،واستعيدت وحدة الدرك وعُيّن لها قائد لبناني، كما حُلّ جيش الشرق وأُنشئ الجيش اللبناني وعيّن له قائد (الزعيم فؤاد شهاب في حينه) وما كادت نهاية السنوات الست من العهد تطل حتى اكتملت الدولة سياسيًا وإداريًا وترسخت وحدتها وبانت صورة استقلالها كاملة.