الآثار الإيجابية للهجرة
تتواتر الأحكام من قبل أنصار آثار الهجرة الإيجابية، بأنّ المغانم منها تغلب المغارم، وكثيرا ما اتّسمت هذه الأحكام بمسحة براغماتيكية واضحة بحيث يمكن التوصل إلة موقف تقويمي مسند ويدعون إلى تعظيمها والحد من سلبياتها.
وتتمثّل إيجابيات الهجرة في البداية بالفائدة المادية التي تساهم في رفع القدرات والانتعاشات الإقتصادية، للأوطان المصدرة للمهاجرين التي يرسلونها بتحويلاتهم النقدية والمالية، نحو الأهل وذويهم، داخل الوطن الذي رحلوا عنه ويرفدونها إليهم لإعانتهم في أموهم الحياتية. كما تظهر مفاعيل الهجرة ايضاً بإرسال الرساميل والهبات إلى الوطن، لإنشاء المشاريع على اختلافها ودعم المؤسسات والجمعيات الخيرية والثقافية، خاصة التي تعتني بالأيتام والمعوقين والعجزة، والمساهمة ببناء دور العبادة…… يتجلى ذلك، ويساهم بتشغيل اليد العاملة اللبنانية ويؤدي الى تخفيض نسبة البطالة والحد من الهجرة الشابية وأصحاب العقول والخبرات.
كما وأن التواصل الدائم بين الوطن الأم المقيمين مع المغتربين، يؤدي إلى تقوية الروابط الأسريّة وتمتين العلاقة مع الأهل والاصدقاء.
وإن تنظيم الرحلات للمنتشرين اللبنانيين إلى وطنهم الأم وتبادل الزيارات وتشجيعها خاصة في العطل والمناسبات للتعرّف الى الأهل والأقارب ومعالم الوطن وتراثه، وآثاره التاريخية الفريدة، كلها تؤصدي الى تفعيل دور المؤسسات الخدماتية وتساهم في تنشيط المرافق السياحية وخاصة أن لبنان في الصف الأوّل مع غيره من باقي الدول السياحية.
كما وتؤدي الهجرة إلى توطيد العلاقات الإقتصادية والثقافية والسياسية بين لبنان وبلدان الإنتشار اللبناني، حيث تتجسّد بعقد الإتفاقات وتوقيع المعاهدات الثنائية، وتبادل البعثات والخبرات، والتعاون فيما بينها لتعود بفوائدها إيجاباً لما فيه مصلحة البلدين. بالإضافة إلى الدفاع عن القضايا اللبنانية بصورة خاصة وقضايا العرب بصورة عامّة، وتبنّى وجهات نظرها ودعمها في المحافل الإقليميّة وخاصة فيما يتعلّق بالقضيّة الفلسطينيّة.
لهذا يتطلّع الوطن دائماً إلى أبنائه المهاجرين وينظر إليهم بعين الأمل، ويمدّهم بما تيسّر من الحنين والعاطفة والأصالة لتغذية جذورهم على الرغم من بعد المسافات ومرور السنين وخاصّة أنهم بحق ثروة لبنان الحقيقيّة.
لا بدّ من التأكيد بأنّ الهجرة مفيدة لكل من بلدان المنشأ والإستقبال، وأنّ حاجة المجتمعات المستقبلة للمهاجرين وعمالتهم فيها على كل المستويات ليست حاجة مؤقتة بل هي قوذة عمل ضرورية، وحاجة إستمرارية لقيام هذه الإقتصاديات بدورها بفعالية وتطوّر صعلى الرغم من وجود معدلات من البطالة في أوساطها المحليّة كون هذه الهجرات أدت إلى تحديث هائل للبنى الأساسيّة وصنوف النشاط الإجتماعي والإقتصادي في البلدان النامية التي انتشروا فيها وهذا ما نلحظه في البلدان العربية النفطية التي تعاصر عمليّة التنمية الحقيقيّة.
مصدر المستند
الهجرة، إستنزاف وطن، وخسارة أبناء، حسن عبدالله طبيخ، دار العودة بيروت، الطبعة الأولى 2014 صفحة 157-158-159
تعريف المستند
هذا المقالة تتمحور حول ايجابيات الهجرة وتفاعل نتائجها بين الوطن الأم وبلد الإغتراب وما ينعكس بذلك على ديناميكيّة العلاقة بين البلدين.
أسئلة حول المستند
ما هي الآثار الإيجابية للهجرة اللبنانية؟ تحدّث حول الأهميّة السياسيّة للهجرة. أذكر نتيجة الهجرة لكل من الدولة المستوردة للمهاجرين والمصدّرة لهم.