أبيدوس

ابيدوس :

    مدينة بمصر العليا ( الصعيد ) تقع بين أسيوط وطيبة بها  كثير من المعابد ومقابر الملوك والقبور الأخرى. يرجع عهدها إلى أقدم العصور ، ومع ذلك فلا تزال تجذب إليها كثيراً من الزائرين نظرا للنقوش البارزة بالمعبدين العظيمين ، معبد سيتى الأول ، ومعبد رمسيس الثاني ، اللذين تتجلى فيها عجائب التحت والألوان . وترجع أهمية و أبيدوس ، إلى أوائل التاريخ فقد أقام فيها ملوك العصر التي ( أو الطيني) جباناتهم على الجبل الصخرى الفخم الممتد أمام الضفة الغربية الصخرية الجميلة ، وكانت هية هذه المدينة عظيمة دائها . وإن مجرد النطق بهذا الاسم لبعيد إلى الأذهان فكرة الإله أوزيريس حارس الحياة الأبدية ، وإن كانت عبادته ـ عبادة أوزيريس ـ لم تظهر إلا في فترة متأخرة نسباً . وإبان الأسرة الخامسة اتخذ صفات الإله المحلى خنتى أمنتيوت، وزادت شهرته ببطء ، ولكن باضطراد ، لدرجة أنه ، في الألف سنة الثانية ، محا ذکر ملفه الغامض صارت هذه المدينة احدى مقابر أوزيريس الكثيرة ؛ وتقول الأسطورة : إن رأس ذلك الإله ، المقطع الأوصال ، قد دفن بها وكان الحج إلى أبيدوس جزءاً هاما من الحياة الدينية . وتمجد الأنشودة العظمي ذلك الحج وتخلد ذكراه على أنه أحد الأعياد العظمي لتلك الدولة ، وفي أثناء القيام بطقوس الأسرار الدينية التي يشرف عليها مثل الملك ، كان كهنة أوزيريس يعملون تمثاله على أكتافهم بعد زينة بالحلى الثمينة ، ويذهبون به إلى القبر، کما كانوا يمثلون قصة انتصار أوزيريس على الشر، وينشدون التراتيل الجنائزية ، بينما يدفنون تمثالاً بشكل المومياء تبعاً لطقس سرى . وهكذا كانت أبيدوس ملتقى جمع غفير من الناس ، أحياء وأمواتا ؛ ما بين الحجاج القادمين ليبكوا سيدهم المتألم وليدافعوا عنه ، وأرواح الموتى التي كانت تأتى بقوة السحر في قوارب أعطيت لها لهذا الغرض ؛ والملوك ، أمثال سيتى أو رمسيس ، الذين أقاموا معابد جميلة في أبيدوس لعبادة أوزيريس ؛ والنبلاء الذين بنوا قبورهم أو معابدهم الصغيرة قرب المعبد الأكبر ؛ وعامة الشعب الذين أُرقدوا في حفرة على حافة الصحراء ، والأسرات العديدة ، التي رسُمت صور أفرادها على لوحات حجرية صغيرة والحقيقة ، أن كل أولئك الذين جاءوا إلى سُلم ذلك الإله العظيم ، استطاعوا أن يفيدوا من تلك الطقوس الدينية التي كانت تقام إكراماً لأوزيريس ، إله الغرب العظيم .